كتاب عدن
حشد وتنظيم كل الطاقات الوطنية في معركة إنقاذ الجنوب
/ صالح شائف
في لحظة يستعد فيها المجلس الانتقالي الجنوبي ( ماج ) للقيام بواجبه في مواجهة الواقع المأساوي وتحمّل مسؤوليته الوطنية والتاريخية في هذه المرحلة؛ مستجيبًا بذلك للمطالب الشعبية الواسعة؛ التي تدعوه لأن يتخذ الخطوات الضرورية المناسبة لإنقاذ شعبنا مما هو فيه؛ وهو ما يتطلب من الجميع في هذه الظروف الوقوف معه وإلى جانبه ومؤازرته وبروح وطنية مسؤولة؛ فيما سيقدم عليه من خطوات منظمة ومدروسة ومن كل الزوايا والأبعاد؛ حتى يتحقق لها النجاح المأمول؛ نجد البعض مع الأسف ممن كانوا يدعون الانتقالي للإقدام على خطوات إنقاذية عاجلة؛ ويحملونه في نفس الوقت المسؤولية عن تردي الأوضاع؛ نراهم يطالبونه اليوم بعدم الإقدام على أي فعل؛ وبحجج ومبررات ليست مقنعة ولا منطقية.
وكأن الانتقالي يجهل ما عليه من مسؤولية وفاقدًا للأهلية التي تمكنه من إتخاذ القرارات الوطنية المسؤولة؛ التي تفرضها الظروف والضرورة معًا؛ إن أمر هؤلاء مثيرًا للإستغراب حقًا؛ إن لم نقل بأنهم يتعمدون خلط الأوراق ويهدفون للإرباك السياسي؛ الذي لن يكون إلا في صالح أعداء الجنوب وقضيته؛ مع تسليمنا بأن بعض ما يطرح في هذا الأمر ينطلق من حرص وطني مشروع؛ وقلق من الفشل الذي قد يجابه هذه الخطوات؛ والتي أصبحت ضرورة ولا مفر من إتخاذها؛ بعد أن وصلت الأمور إلى ما وصلت إليه؛ ولأسباب باتت معروفة للجميع.
لأن مصلحة أعداء الجنوب وقضيته الوطنية؛ تكمن في بقاء الأوضاع كما هي عليه؛ بل ويعملون لأن تتفاقم حتى توصل بحياة شعبنا ومعيشته إلى الدرجة التي يفقد فيها آدميته وكرامته؛ ويسلم أمره لمن كانوا وما يزالون وراء كل معاناته وآلامه؛ وهذا ما لن يقبل به شعبنا أو يرتضيه لنفسه؛ ولا سبيل أمامه غير الدفاع عن حقوقه ومشروعه الوطني؛ والوقوف مع الانتقالي في خطواته وإجراءاته الوطنية المرتقبة؛ التي من شأنها تجنيبه المزيد من العذاب؛ وتضع حدًا لهذا العبث بحياته ومصيره ومستقبله والذي تجاوز كل الحدود.
إن إنقاذ الجنوب من وضعه الكارثي ليست مسؤولية الانتقالي وحده؛ ولا خاصة به أو حكرًا عليه حتى وإن كان هو اليوم في صدارة المشهد الجنوبي العام؛ بل هي مسؤولية الجميع؛ وينبغي أن تكون الخطوات المطلوبة قائمة على التنسيق والتفاهم والتوافق مع بقية القوى والأطراف الوطنية والسياسية؛ ومع السلطات المحلية الجنوبية في كل محافظات الجنوب؛ ومع المؤسسات والأجهزة المعنية الأخرى؛ ومنظمات المجتمع المدني بالضرورة؛ وحشد كل الطاقات الوطنية المتاحة؛ ليخوض الجميع شرف المساهمة في معركة إنقاذ شعبنا والإنتصار لإرادته الحرة؛ لضمان العبور الآمن من هذه المرحلة المأساوية وغير المشهودة في كل تاريخ الجنوب؛ إلى مرحلة أخرى تليق به وبكرامته وبتاريخه وتضحياته العظيمة وبالمستقبل الذي يستحقه.