عيدروس الزبيدي وحمار عدن وبائع” اللحوح” ؟
قبل 7 أعوام ، نشرت في هذا الموقع مقال كان بعنوان ” دحباشي يؤيد الإنفصال ” عبرت فيه عن رئيي في عملية إنفصال الجنوب عن الشمال ، وقلت ان من حق شعب وفادة الجنوب، ان يستعيدوا دولتهم بعد ان أدركوا انهم توحدوا مع عصابة من اللصوص لا يفكرون لا بوحدة ولا بتطوير ولا حتى بوطن ، فهم عصابة مجرمة اعتادت على النهب والسرقة وأخذ خيرات الآخرين ، دون اي وازع .
لكني ايضا فرقت بين أبناء الشمال البسطاء ، وبين قادتهم من اللصوص الذين لا يرقبون في مؤمن إلا ولا ذمة ، فلا ينبغي لأبناء الجنوب ان يعاقبوا الشماليين ، لأنهم لا ناقة لهم ولا جمل في عملية النهب والسرقة الممنهجة لخيرات الجنوب ، ان الشماليين مثلهم مثل أبناء الجنوب ، يعانون الأمرين من تلك العصابة التي لا تفرق بين المواطنين الشماليين والجنوبيين .
وفكرتي هو ان اخي ابن أمي وأبي اذا أراد ان ينهبني، ويسرق خيراتي التي وهبني الله لتكون لي ولأبنائي ، فيجب علي ان انسى تلك الأخوة وأحاربه بكل ما أستطيع ، حتى تكون تلك الخيرات لي ولأبنائي ، وإذا كان ابناء الجنوب قد اعتقدوا إن اخوتهم في الشمال من القادة ورجال السياسة سيكونون منصفين وعادلين في تقاسم الثروة والخيرات، وتطوير الشمال والجنوب ، وتحقيق الرفاهية والعيش الرغيد للشعب اليمني شماله وجنوبه ، فقد أدركوا انهم عصابة شريرة لا تأبه إلا لنفسها وزيادة ثروتها غير آبهين بأن يموت الشعب اليمني جوعا ، ويستوي الأمر عندهم ، سواء كانوا شماليين أو جنوبيين.
لذلك اوجه خطابي للأخ عيدروس الزبيدي ،رئيس المجلس الانتقالي وأقولها بكل صدق وتجرد ، انه من حقه ومن حق كل قادة الجنوب أن يؤسسوا دولتهم بالطريقة التي يرونها مناسبة ، وعليه أن لا يلتفت للصراخ الكاذب ، عندما ضج الذباب الالكتروني مشفقا على الحمار الذي تم إطلاق النار عليه من قبل شرطة التواهي، فقامت الدنيا ولم تقعد ، ونسى الجميع وينسون الظروف القاهرة ، التي يمر بها اليمنيون شمالا وجنوبا ، وتغافلوا إن ذلك الحمار المسكين كان مسعورا ، وبدأ يهاجم الأطفال وينهش لحومهم ، فكان لا بد من قتله وحماية الأطفال وحتى الكبار من عضاته المؤلمة ، والتي قد تكون قاتلة.
أمر اخر اود ان أذكر به الاستاذ عيدروس الزبيدي ، وهو ان تحقيق دولة جنوبية مستقلة تحت اي مسمى كان ، دون أن يكون هناك تلمس لحاجات الناس ومنحهم الأشياء الضرورية للبقاء أحياء وبكرامة ، وتوفير أدنى متطلبات العيش الكريم لكل عائلة جنوبية ، وهو ما سيجعل الجميع يلتفون حول الزبيدي ورفاقه حين يلمسون تغيرا في حياتهم إلى الأفضل وتوفير متطلبات الحياة بقدر المستطاع .
ومنذ بضعة ضجّت مواقع التواصل الاجتماعي بصورة مؤلمة ، وفي غاية القسوة وفيها ، يظهر الدكتور أحمد يحيى، أستاذ القانون الدولي في جامعة عدن، وهو يبيع “لحوح” في أحد شوارع القلوعة بعدن، وأتمنى من الزبيدي أن يشكل لجنة مخلصة من أبناء الجنوب مهمتهم الرئيسية هي تلمس أحوال الناس ، وتقديم العون والمساعدة بقدر المستطاع ، فمنظر دكتور جامعي لديه أعلى الشهادات وهو يقف خلف عربة “لحوح” متواضعة، منظر مقزز ، فعلى يد هذا الدكتور وأمثاله يتخرج ابناء الوطن ، فيجب إكرامه ، ووضعه في المكان المناسب ، لأن هناك لصوص ومتسلقيين ومصلحيين ، لا يجيدون حتى كتابة أسمائهم ، ورغم ذلك يتقلدون مناصب رفيعة ، بينما هذا الدكتور وأمثاله يبيعون اللحوح في الشوارع ويريقون ماء وجههم.
ختاما فإن قيام الزبيدي باستدعاء هذا الكادر العلمي الكبير، وغيره من الكوادر وتوفير الحياة الكريمة لهم ، ووضعهم في المكان المناسب سيكون له الأثر الكبير ، وسيدرك الصغير قبل الكبير ان الزبيدي ورفاقه يهتمون لأبناء الجنوب ، ويضعون الشخص المناسب في المكان المناسب .