نص مؤتمر صحفي عقده المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن، هانس غروندبرغ، بعد إحاطته لمجلس الأمن
صباح الخير للجميع أو مساء الخير.
يسعدني أن أكون هنا معكم اليوم. سأقدم موجزًا حول جهود الوساطة في اليمن. كما قمت بإطلاع المجلس، فإن التطورات الأخيرة، بما في ذلك استمرار التصعيد في البحر الأحمر، تعقّد مساعي الوساطة لاستكمال وتنفيذ خارطة الطريق التي ترعاها الأمم المتحدة. تهدف هذه الخارطة إلى تفعيل التزامات الأطراف بوقف إطلاق النار، واستئناف عملية سياسية جامعة تحت رعاية الأمم المتحدة، واتخاذ تدابير لتحسين ظروف المعيشة في اليمن.
ونبهت أيضًا إلى أنه كلما طال أمد التصعيد، كلما زادت التحديات. لذلك أكدت على أهمية التركيز على الأهداف طويلة المدى التي نسعى لتحقيقها في اليمن. فلم تتغير احتياجات وأولويات اليمنيين منذ التصعيد الإقليمي الأخير وإنما أصبحت أكثر إلحاحًا.
لذلك، يبقى الهدف الاستراتيجي وتركيز عملي وعمل مكتبي ثابتًا. ونحن مستمرون في العمل مع الأطراف لتقليل الفجوات وتحديد السبل لبدء وقف لإطلاق النار، واستئناف عملية سياسية، وتنفيذ التدابير التي اتفقوا عليها.
سأكون سعيدًا بالإجابة على بعض الأسئلة.
شكرًا جزيلاً.
الأسئلة والأجوبة
سؤال من وكالة أسوشيتد برس: شكرًا جزيلاً سيد غروندبرغ، إيديث ليدرير من وكالة أسوشيتد برس. هل تحدثت مع الحوثيين بشأن هجماتهم بالصواريخ على البحر الأحمر وعلى سفن الشحن، وإذا كان الأمر كذلك، فما هو تعليقهم، بالنظر لدعوات المجتمع الدولي لوقفها (الهجمات)؟ وما هي الآثار المحتملة في حال تأكيد التقارير التي تفيد بأن الحوثيين يمتلكون الآن صواريخ فائقة الصوت على السفن وعمومًا استئناف النزاع في اليمن؟
غروندبرغ: شكرًا لك. أقوم مع مكتبي بالتواصل مع الأطراف اليمنية بانتظام. بالنسبة لهذه المسألة التي تم طرحها لأول مرة في التقارير الأخيرة التي أشرت إليها، ليس لدي معلومات حول ذلك، لذلك لا أرغب في التكهن بشأنها.
ومع ذلك، أعتقد أنه من المهم أن نذكر أنفسنا جميعًا في هذا الوضع الراهن، خاصة إذا نظرنا إلى الاضطرابات الإقليمية التي أثرت على قدرتنا على المضي قدمًا في المسار الإيجابي الذي شهدناه في اليمن مؤخرًا، بأنه يمكن أن تكون هناك حقائق متعددة في نفس الوقت ويمكن العمل في توازٍ على عدة قضايا في نفس الوقت. لذا عندما يتعلق الأمر، على سبيل المثال، بالوضع في غزة، فقد كانت الأمم المتحدة واضحة تمامًا في الدعوات إلى وقف فوري لإطلاق النار ويمكن القيام بهذا، وهذه الدعوات موجودة بالفعل. بالمثل، فيما يتعلق بالوضع في البحر الأحمر فقد كانت الأمم المتحدة واضحة في الدعوة إلى خفض التصعيد ووقف هذه الهجمات، ويمكن القيام بذلك أيضًا. وأخيرًا عندما يتعلق الأمر بعملية السلام الشاملة، فإن الجهود المبذولة في عملية السلام في اليمن مستمرة. يمكن القيام بكل ذلك ويمكن العمل على هذه الحقائق التي ذكرتها في توازٍ، هذا هو الجواب الذي لدي بخصوص ذلك.
سؤال من قناة الجزيرة العربية: بيسان أبو كويك من قناة الجزيرة العربية. للمتابعة فقط، هل هناك تدابير معينة في حال تأخر وقف إطلاق النار؟ وهذا هو الحال، فهناك دعوات ومساعي لوقف إطلاق النار لكنه لم يحدث بعد، هل هناك إجراءات محددة يمكن اتخاذها لحماية عملية السلام في ضوء الوضع الراهن في ظل الأعمال العدائية الحالية؟
غروندبرغ: نحن نتخذ خطوات ونشارك في مناقشات يومية مع الأطراف اليمنية للتأكد من الحفاظ على التقدم الذي تم إحرازه حتى الآن. وحتى الآن، وهو عامل مشجع من وجهة نظري، فقد تلقيت إشارات من جميع الأطراف تفيد برغبتهم في المضيّ قدمًا في جهود الوساطة التي نضطلع بها في اليمن. لذلك، لا يوجد تحول في هذا الصدد، وهذا هو ما ذكرته هنا في وقت سابق وكذلك أمام المجلس، وهو أن الهدف الاستراتيجي لعملي لم يتغير. التصعيد الحالي في المنطقة يعقد جهود الوساطة ولكنه لا يغير المسار، ولا يغير الجهود التي نبذلها من أجل الشعب اليمني الرامية إلى التأكد من هنالك وقف لإطلاق النار وبدء عملية سياسية. ستستمر هذه الجهود. في هذا السياق، وفي حين أن الجهود والبيئة المحيطة بالوساطة معقدة، نحن نعمل مع الأطراف بشكل منتظم ونتابع معهم القضايا التي يمكن أن تتم في بالتوازِ. لقد شهدنا مؤخرًا دعوات وأيضًا إجراءات تتعلق بفتح الطرق في مأرب وتعز. وأعتقد أن هذا إشارة مرحب بها ومشجعة من الأطراف على رغبتهم، على الرغم من الوضع الحالي، في المضي قدمًا في اتخاذ خطوات تعود بالنفع على الشعب اليمني. هذا هو شيء نتابعه عن كثب، وأعتقد أننا سنظل، مكتبي وزملائي، على اتصال وثيق مع الأطراف لمساعدتهم في هذا الصدد، بحيث يتم ذلك بطريقة منسقة وآمنة.
سؤال من قناة العربية، طلال الحاج: هل ترى أي فرص لتحقيق تقدم في خطتك المتعلقة بالمفاوضات السلمية والوصول إلى تسوية أثناء استمرار الحرب في غزة؟ وثانيًا، هل ترى إمكانية توسع النزاع إلى حالة حرب؟ على الرغم من محاولات الولايات المتحدة والمملكة المتحدة للحفاظ على عدم تأثر جهودكم في المنطقة، ولكن هل ترى، خاصة مع عدم استجابة الحوثيين للمنطق والعقل من خلال وقف هجماتهم على السفن ، هل ترى إمكانية اندلاع تصاعد للنزاع في المنطقة؟
غروندبرغ: على المستوى الإقليمي، أعتقد أنه، دعوني أقول فيما يتعلق باليمن، طالما لم يكن لدينا اتفاق، اتفاق راسخ، اتفاق موقع بين الأطراف يلتزمون به لوقف إطلاق النار، ونحن لدينا التزام بأن الأطراف راغبة في المضي في هذا الاتجاه، لكننا لا نمتلك اتفاقًا موقعًا من الأطراف يلتزمون فيه بالتوجه نحو تنفيذ آلية وقف لإطلاق النار. طالما أننا لا نمتلك ذلك، فإن الوضع في اليمن سيظل هشًا وسيكون هناك دائمًا إمكانية عودة للحرب. الوضع في المنطقة، كما رأينا، هناك تعبير عن
القلق من قبل الأمين العام بشأن امتداد أثر الوضع في غزة واحتمالات اندلاع الصراعات من منظور إقليمي أوسع.
وكما ذكرت في المجلس اليوم، فإن وجهة نظري عندما يتعلق الأمر باليمنيين هو أن ما يحدث في المنطقة يؤثر بشكل واضح على اليمن وما يحدث في اليمن يؤثر على المنطقة. إن العمل الذي أقوم به من وجهة نظري هو التأكد من أننا نعمل على استقرار الوضع الهش الحالي في اليمن بحيث يمكن أن يؤثر ذلك بشكل إيجابي على الوضع في المنطقة.
أيضًا طرحت سؤالًا عما إذا كان بإمكاننا المضي قدمًا في حال استمرار الوضع في غزة وتواصل المأساة هناك كما نرى اليوم. أرى أهمية أن نقر الروابط بين القضايا المختلفة في المنطقة حاليًا دون جعل حلول هذه المسائل مشروطة. وهنا أود أن أظل قادرًا، وسأستمر في الدفع من أجل المضي قدمًا نحو حل سلمي للنزاع في اليمن، دون وضع شروط مرتبطة بالوضع العام.
(سؤال للمتابعة من العربية): لكن الحقائق على الأرض قد يكون لها طريقتها الخاصة، وهي تسير في طريقها الخاص.
غروندبرغ: بالتأكيد. لكن هذه هي التحديات التي أواجهها يوميًا، وسأقوم، أقوم بتكييف جهود الوساطة التي أقوم بها على أساس الوضع الحالي الذي أواجهه، ولكن دائمًا مع وضع اتجاه طويل المدى في الاعتبار. ولهذا السبب أعتقد أنه من المهم جدًا أن نذكر أنفسنا بأن الاتجاهات طويلة المدى موجودة، وأنها لا تتغير، ولكن تكييف جهود الوساطة التي أبذلها يعتمد على ما أواجهه يوميًا. لكن ما يقلقني هو أننا إذا بدأنا بالشروط، إذا بدأنا بالقول على سبيل المثال بأنه لا يمكن المضي قدمًا ما لم تتم معالجة قضية غزة، فإنني أسهم في هذا،لذلك لا أرغب في الانخراط في هذا النوع من التكهنات. شكرًا
سؤال من ديجي شو، تلفزيون الصين المركزي: في الواقع، أنا لدي فضول، أثناء حديثك وتواصلك مع جميع الأطراف في اليمن، ما هي ردود أفعالهم عندما يتحدثون عن الوضع الذي ذكرناه عن غزة، وعن البحر الأحمر؟ وما تأثير تلك الأمور عليهم في اتخاذ قرارهم في المفاوضات بين الأطراف اليمنية؟
غروندبرغ: لم أفهم السؤال بشكل كامل.
(تابع سؤال من ديجي): أعني، في بيانكم في مجلس الأمن، قلتم بوضوح أن هذه الأحداث تجعل المفاوضات أكثر تعقيدًا. أريد فقط أن أعرف ماذا يعني ذلك؟ كيف تغير تلك الأحداث رأي هؤلاء الأشخاص الذين يريدون الذهاب لإجراء مفاوضات الهدنة؟
غروندبرغ: أعني، من الواضح أن الوضع في البحر الأحمر هو مسألة ذات أولوية في الوقت الحالي، حيث يجب تسويته وهو يؤثر على المنطقة، بل له تأثير عالمي. ولكن فيما يتعلق بالوضع في اليمن، ينصب الاهتمام الآن على الوضع في البحر الأحمر، والذي شهدنا فيه تصعيدًا دراماتيكيًا. وهذا يعني أن إمكانية المضي قدمًا في عملية السلام بالتوازي تصبح أكثر تعقيدًا لأنك ترى مدى الاهتمام. لكن هذا لا يعني أن هذه الجهود تتغير، بل أنها تواجه صعوبات أو تحديات عندما يتعلق الأمر بالمضي قدمًا، ولكن ليس من حيث الإمكانيات والظروف واحتياجات الشعب اليمني ولذا فإن جهود السلام تظل مستمرة، وسيظل ذلك موجودًا في الوضع الحالي. شكرًا لك.
سؤال من نيويورك: بخصوص الأزمة، بخصوص الأزمة في البحر الأحمر، من يمكن أن يؤثر فعلًا على الحوثيين؟ على سبيل المثال، تعتقد الولايات المتحدة أن إيران قادرة على ذلك وهم يتحدثون مع إيران، في حين قال السفير الروسي لي بإنه لا أحد يستطيع التأثير على الحوثيين. ما هي آراءك حول ما قاله السفير الروسي عندما ذكر بإنه لا أحد يستطيع أن يفعل ذلك؟ هل تعتقد بأن هناك من يمكنه التأثير على ذلك؟
غروندبرغ: أعتقد أنني، أنا أؤمن بفعالية الدبلوماسية وأؤمن بقوة وجود قنوات اتصال مفتوحة.وهناك قنوات اتصال مفتوحة وتعمل بشكل جيد.
وأنا أؤمن أيضًا بإمكانية حل النزاع. وأنا واثق من أن الوضع في البحر الأحمر سيُحل في وقت ما، وأنا أيضًا واثق من أننا بعد ذلك سنكون قادرين، وأن المساعيفيما يتعلق في الجهود الشاملة لحل النزاع في اليمن ستستمر.
هذا هو ردي على ذلك. شكرًا.