إنها عصابة وليس كيان …
بقلم : محمد فؤاد زيد الكيلاني
ما يدور على ارض فلسطين هذه الفترة من تنكيل بشعب اعزل ودماراً ممنهجاً لأرض غزة، كان عنواناً كبيراً على جميع الأصعدة العالمية والمحلية، فهذا الدمار الغير مسبوق كان لافتاً وأصبح يزعج دولاً كبرى ومهمة في العالم، بعد أن كانت تقول من حق إسرائيل أن تدافع عن نفسها، أصبحت الآن تنظر إلى هذا الكيان بأنه عصابة وليس كياناً أو دولة كما كانت تعتقد.
هذا الكيان تخلى عن كل القيم والمبادئ الإنسانية فأصبح متوحشاً لدرجة كبيرة جداً، فلم يصبح الموضوع إرهاب دولة كما كان يقال في السابق، بل أصبحت عصابة مسلحة تقوم بقتل وتدمير ارض صغيرة بدعم غربي واضح ولا لبس به، ويرى المراقبون بأن هذه العصابة تجاوزت كل المعايير الدولية في الحروب والأسس الإنسانية التي تنص عليها كل المنظمات الدولية، فهي عصابة تملك سلاح، ولا تجيد استخدام هذا السلاح إلا على الأطفال والنساء والعجز، بينما المقاومين لم نسمع بأنهم نكلوا بالأسرى أو تم قتل أحد منهم بطريقة متعمدة أو غير متعمدة، كانوا يعاملون من قبل المقاومة بأفضل معاملة، وهذا ما جاء على لسان المأسورين الذي تم تبادلهم مع أسرى فلسطينيين أثناء الهدنة.
هذه العصابة أو العلوج الهائجين مثل الثور المسعور تقوم بأعمال إجرامية في غزة وعلى سكانها، وهي عصابة ساقطة ومنحطة ولا تعتبر لأي قيم من القيم الإنسانية ولو كانت البدائية، فهذه العصابة تصب جام فشلها الواضح على سكان غزة الأبرياء دون رحمة، فهذا هو الفشل الأكيد في الحرب التي يقوم بها هذا الكيان على فلسطين وتحديداً على غزة.
النتن ياهو والإجرام الغير المسبوق الذي يقوم به على ارض غزة، كانت نتائجه عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى والمفقودين، وإذا استمر في هذه الإجرام بطريقة همجية يرى مراقبون بأنه سيحول إلى محكمة دولية، وهذا غير المحكمة الداخلية التي تلاحقه على قضايا فساد في حال انتهت الحرب.
بدأ العالم ينظر إلى هذا الكيان بعين الاشمئزاز، ويسحب الدعم عنه تدريجياً، لما وجده من مجازر بحق الأبرياء داخل غزة، ومثل هذا الأمر أصبح منشوراً على جميع القنوات العالمية، سواءً كانت مؤيدة له أو تابعه لهذه العصابة أو محايدة، فأساس الدولة مفقودة عند هذا الكيان الغاصب، وما يقوم به هو بات أكثر من جرائم ضد الإنسانية وهذا ما شهد به كل العالم.