هكذا سقطت ال bbc مهنيا وأخلاقيا وإعلاميا!
عماد مهدي الديني :
صحيح أن النائب الرئاسي اللواء عيدروس الزُبيدي – Aidroos Alzubidi واجه مراسلة البي بي سي نوال المقحفي بصلابة وبكل شجاعة ولم يهرب أو ينسحب من الاستديو كما كان يريد منه البعض وأولهم مستشاره الإعلامي كما قالت هي ،وصحيح أنه لم يوفق في الإجابة على بعض اسالتها المستفزة بقصد إخراجه عن طوره إلا أنه ظهر متماسك ومترابط ومسيطر على زمام الموقف بصورة دفعتني والكثير الى تسجيل نقطة احترام وتقدير له، وبالتاكيد لم يكن موفقا اطلاقا في رده على سؤال محاورته عن النائب البرلماني الإصلاحي انصاف علي مايو حينما قال منفعلا بعد أكثر من عشرة اسئلة عنه (من هو انصاف علي مايو،فهو لم يصب حتى بشوكة)..حيث ظهر وكأنه متحسر على عدم إصابته بدلا من أن يستغرب أو يستنكر أو يدين محاولة اغتياله وغيره ممن تتحدث عنهم محاورته ،رغم أنه بالاخير تدارك الموقف ورفض أي جريمة قتل خارجة عن القانون وبعيدة عن المحاكم ،وبغض النظر عن المونتاج الغير مهني الذي رافق حواره المطول مع البرنامج ،فإن ما ارتكبته البي بي سي من محاولة توجيه غير مهنية وغير اخلاقية لحديث الزبيدي جعلها تسقط عن كل القيم الإعلامية والاستقصائية، كونها تعمدت اقتصاص المقاطع التي تخدم فكرة برنامجها الاستخباراتي، وكذبت واساءت بالثقة الممنوحة لها من المستشار الإعلامي للزبيدي وكشفت عن وجهها القبيح وسقوطها المريع في برنامج تزعم أنه استقصائي اذا ما علمنا أنها وصلت إلى حد التلاعب بإضاءة الاستديو واستغلال جهل مساعده بأنواع الإضاءة والخلفيات والديكور، وعمدت إلى إظهار ضيفها وكأنه في جلسة تحقيق وليس في مقابلة تلفزيونية مع رجل بمستوى نائب رئيس جمهورية..