كتاب عدن

الجنوب عندما تضيق الخيارات

لقيادة المجلس الانتقالي الجنوبي.

همس اليراع

الجنوب عندما تضيق الخيارات

عيدروس نصر

منذ نحو سنتين كان كاتب هذه السطور قد تقدم بدعوة إلى القوى السياسية المشاركة في إدارة الجنوب المحرر بمقترح يمكن أن يشكل مدخلا حقيقياً لشراكة فعالة تضمن استقرار وتنمية المناطق المحررة في الجنوب ومديريات مأرب وتعز والحديدة، ويساهم في ترسيخ وحدة الموقف بين القوى المتحالفة تحت مسمى الشرعية.

ونظراً لما برهنته الأيام على فشل التحالف القائم على أساس ما سمي بـ(حكومة المناصفة) التي كانت عبارة عن مناصفة للأحزاب وليس للشعبين في الشمال والجنوب وبعد أن وصلت الأحوال بالجنوب المحرر إلى حافة الهاوية الاقتصادية والاجتماعية والإنسانية والسياسية ، وحتى الأمنية والعسكرية، فإن الأوان قد آن لإعادة النظر في تركيبة التحالف القائم على أساس ما يلي:

1.              يمكن القبول ببقاء مجلس القيادة الرئاسي الحالي بشرط إعادة النظر في تركيبته ليكون الرئيس جنوبياً ويكون له نأئبٌ أوَّل من الشمال ونائب ثاني من الجنوب والبقية أعضاء مجلس رئاسي فقط.

2.              تشكيل حكومة تحالف مصغرة (مناصفة بين الجنوب والشمال) من خمسة إلى سبعة أعضاء بمن فيهم رئيس وزراء من الجنوب، لتولي القضايا السيادية المركزية كالدفاع والخارجية والعلاقات الدولية.

3.              تشكيل حكومتين محليتين تكون لكلٍ منهما سلطاتٌ شاملةٌ على مناطق إدارتهما:

أ‌.                 حكومة لإدارة شؤون الجنوب بحقائب كاملة للقضايا المتعارف عليها تشمل وزارات الداخلية والسلطة المحلية والزراعة والتجارة والصناعة والتربية والتعليم والإعلام والثقافة وغيرها من القضايا الملحة المتعرف عليها، ويمكن أن تتألف من 15-20 وزيراً بمن فيهم رئيس الوزراء، ويتوافق الجنوبيون مع مجلس القيادة الرئاسي على أسماء أعضائها وتوزيع المهمات بينهم.

ب‌.             حكومة  لإدرة شؤون الشمال تتركز مهماتها في الجوانب الدفاعية والأمنية والقضايا الإنسانية وسواها، ويتم التوافق على عدد أعضائها وأسمائهم بين القوى الشمالية والمجلس الرئاسي.

إن هذه الصيغة يمكن أن تشكل ضمانات عديدة لجميع الشركاء السياسيين في الشرعية وتلغي سياسات الخداع والتسويف والحيل الخفية من تعامل حلفاء الشرعية فيما بينهم، كما تضمن قيام تحالف حقيقي يؤمِّن المواجهة الجادة للمشروع الحوثي الإيراني، فقد غدا واضحاً أن إيران وحلفاءها لم ولن يتخلوا عن مشروعهم التوسعي، وقد اتخذوا من الحرب في فلسطين ذريعة للتهرب من محاولة إرساء تسوية سلمية للأزمة اليمنية.

وندعو الإخوة في القوى السياسية الشمالية وكذا أشقائنا في دول التحالف العربي أن يدركوا أن الشعب الجنوبي صاحب الأرض والثروة والموارد والتضحيات والانتصارات الوحيدة لن يقبل بأي شراكة يكون دوره فيها دور التابعِ المحكومِ المتَحَكَّمِ فيه من غير أبنائه، وإن أية شراكة مختلة تنتقص في الحق الجنوبي لن تقود إلا إلى المزيد من الفشل كما مضت عليه الأمور منذ 2014م.

وتنبغي الإشارة إلى أن هذه الوضعية لن تكون إلا حالة مؤقتة ترتبط بمدى جدية الشركاء وأطراف الصراع في السير باتجاه تسوية نهائية عادلة لكل عناصر الأزمة اليمنية وعلى رأسها القضية الجنوبية، وعلى الجميع أن يعلم أن خيار التحالف مع الشرعية ليس الخيار الوحيد أمام الجنوبيين وأنهم قد يضطرون للجوء إلى خيارات أكثر اختلافا عندما يجدون أن خيار التحالف مجرد خديعة الهدف منها وأد قضيتهم وإدامة احتلال أراضيهم والتحكم في مستقبل أجيالهم.

مواضيع مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد ايضا
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى