كتاب عدن
الصمت عار..
صلاح السقلدي :
ناس تموت من التُخمة وناس من الجوع. ناس تمشي كيلومترات لتعهظم حصائد الموائد العامرة الدسمة،وناس تقطع كيلومترات لتبحث عن فتات تسد به رمقها!
ناس تعبث عبث السُفه باللحوم والأسماك الثمينة والفواكه وغيرها وغيرها في أفخم وأرقى المطاعم،، وناس يعوزها ثمن حبتين أندومية او حبة علاج لمريض تنهشه الاورام وتستبد به العلل والاسقام وتستنزف قُوت أهله اصابة جرح نازف بُترت بسببه ذراعه او ساقه في جبهة حرب ويتمرمط اليوم بسببها بشوارع القاهرة وعمّان والأردن وعلى أبواب اللئام هناك…. ناس تستلم بنادل من الدولارات الدراهم الريالات سعودية وحوالات ومخصصات ضخمة أخرى لا تخطر على بال بشر تأتي من الداخل والخارج، وغيرهم منتظرين ومهانين على طريقة قعدة (القرفصاء) على أبواب مكاتب البريد ومكاتب منظمات الاغاثة او بالاحرى منظمات الإذلال واللصوصية المحلية والخارجية ليستلم منها هذا المواطن البائس مبالغ تفاهة بالريال اليمني بعد شق الانفس وبعد أن سكب كرامته على عتباتهم ،بل ما هو أقسى أن هناك ناس مطحونة طحن لا تجد لها معاش او معونة او قوت يومها من أساسه!
خلاصة الوضع نحن حيال وضع متوحش للغالية وظالم الى درجة الوقاحة،، ومخزي الى حد التعري …وضع صار معه الصمت لطخة عار بوجوه كل متسبب به وصامت عنه.. فالصامتون عنه شياطيونٌ خُرس بامتياز وإ ن تبدّوا لنا على هيئة بني آدمي.
والله المستعان.
فقد بلغ الظلم والفساد والجنون مبلغ اللامعقول…