جامعة لحج تخطو بثقةٍ نحو المستقبل
*بقلم/أ.د.محمد عوض محمد – نائب رئيس جامعة لحج للشؤون الأكاديمية:
منذ شهر سبتمبر من العام 2021م حتى ديسمبر الجاري فترة زمنية محددة وقصيرة للغاية في حسابات الأزمنة والتاريخ، هذه المرحلة الزمنية هي السنوات الأولى من عمر وانطلاق جامعة لحج الفتية، التي تعتبر إضافة لمنظومة التعليم الجامعي في الوطن، ومنارة علمية لتنمية الموارد البشرية وإعداد أجيال من الشباب واعدة ومتدربة وذات كفاءات عالية للالتحاق بسوق العمل في مجالات العلوم المختلفة.
إنّ أسرة جامعة لحج ممثلة بكل منتسبيها من أعضاء هيئة التدريس والهيئة المساعدة والمعينين أكاديمياً والموظفين والمتعاقدين وقيادات الكليات والأقسام العلمية ومجلس الجامعة منذ اليوم الأول قطعوا على أنفسهم عهداً بمضاعفة الجهود المثابرة والمستمرة لمواصلة العمل في هذه المؤسسة التعليمية والأكاديمية بخطى ثابتة نحو آفاق رحبة ومشرقة؛ بالرغم من كل الصعوبات الموضوعية التي رافقت ميلاد هذا الصرح التعليمي.
إنّ التحديات الماثلة أمام قيادة الجامعة ونظراً لما تعيشه البلاد من أوضاع اقتصادية وسياسية أنتجتها الحرب؛ إلا أن الجامعة سعت خلال هذه الفترة الزمنية القصيرة من عمرها إلى تجديد نفسها من خلال وضع خطط وبرامج تمثلت في عملية إعادة هيكلة الكليات والأقسام العلمية المنتشرة في مديريات محافظة لحج وتمكنت بصبر وثبات وإرادة من الوصول إلى فتح ما يقارب 14) ) برنامجاً علمياً أكاديمياً جديداً موزعاً على كليات صبر للعلوم والتربيةـ يافع الجامعيةـ ردفان الجامعيةـ طور الباحة الجامعية، كما عملت قيادة الجامعة دون كلل خلال هذه الفترة من افتتاح وتدشين الدراسة والعمل في كلية العلوم الإدارية والمصرفية التي تحتوي على ثلاثة أقسام وبرامج علمية تلبي حاجة المجتمع والسوق المحلي.
هذه البرامج أعادت الروح والحيوية إلى الكليات بعد أن عزف الطلاب عن الالتحاق بها، وبدأت باستيعاب الطلاب من الفصل الدراسي الأول للعام الجامعي الحالي 2023-2024م، كما أن كلية العلوم الإدارية والمصرفية ـ فتحت أبوابها وأقسامها العلميةـ لما يربو عن (280) طالباً وطالبة في المستوى الدراسي الأول موزعين على ثلاثة أقسام تخصصية، إلا أن البنية التحتية وعدم توفر القاعات الكافية حالت دون استيعاب أعداداً كبيرة من المحتاجين للالتحاق بهذه الكلية، وتتطلع عمادة الكلية وقسم التسجيل إلى سد هذه الفجوة في السنوات القادمة، بما يسهم في رفع المستوى العلمي والأكاديمي لأبناء المحافظة والمناطق المحيطة.
وقد عقدت رئاسة الجامعة وكلياتها خلال هذه الفترة البسيطة من عمرها العديد من الأنشطة العلمية والثقافية والتدريبية، ووفرت الحد الأدنى من المباني بالتعاون مع الخيّرين من أبناء المحافظة ومعتمدين على ما تفضلت به وزارة المالية من اعتمادات محددة لهذه الأغراض، وهذه الأعمال والإنجازات على تواضعها، إلا أنّ رئاسة الجامعة ومنتسبيها يغمرهم الرضا وهم فخورون بما تم الوصول إليه؛ لأنها ليست نهاية المطاف إنما تعتبر الخطوة الأولى نحو آفاق مشرقة لهذه الجامعة المستقبلية.
وأود أن أوجّه نداءً مخلصاً وصادقاً لكل أبناء محافظة لحج من مختلف الفئات والشرائح الاجتماعية والفعاليات الثقافية والمجتمعية إلى أهمية وضرورة الالتفاف حول هذه المؤسسة التي بها سوف تتميز محافظة لحج مثلها مثل بقية المحافظات التي ترى أن المستقبل في جامعاتها؛ لأن الجامعات هي المراكز والمنارات التنويرية والثقافية والعلمية، كما هو النداء موجه للسلطة المحلية في المحافظة بقيادة اللواء الركن أحمد عبدالله التركي محافظ المحافظة ـ رئيس المجلس المحلي، لمواصلة الدعم والرعاية المستمرة للجامعة.
كما أود هُنا وعبر هذه الأسطر أوجه نصيحة من كل قلبي إلى كل من لديه رأي أو نقد أو وجهة نظر تخص نشاط وعمل الجامعة أن يقدمه مكتوباُ أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي على أن يكون بناءً لا هداماً ويضع مصلحة الجامعة الوليدة والمحافظة التي تحتضنها فوق أي اعتبارات شخصية أو أنانية ضيقة؛ لأن الجامعة أكبر من الأشخاص وأكبر من المصالح الذاتية على أهميتها، فالأشخاص حتماً سيترجلون عنها عاجلاً أو آجلاً أما الجامعة فهي الباقية ما بقيت الأرض التي تحملها والناس التي تستفيد من خدماتها المقدمة في مختلف الجوانب العلمية والأكاديمية والثقافية والتنويرية والاجتماعية، لذا فعلينا جميعاً أن نضع هذه المؤسسة التعليمية في حدقات أعيننا ـ ومن لا يستطيع- يخدمها أتطلع أن لا يؤذيها.