كتاب عدن

للإنتقالي .. لا تكن صلباً فتكسر ولا لينا فتعصر والعودة للشعب طريق النجاة

/صالح شائف /
الجنوبيون يترقبون بحذر شديد للغاية؛ ويتابعون بقلق كبير الجولة الجديدة من ( مفاوضات ) السلام والتسوية المرتقبة لحلحلة الأزمة في اليمن؛ ويزيد من قلقهم على مصير قضيتهم الوطنية ما ينشر من تسريبات عن ( خارطة ) طريق صاغتها السعودية وبمشاركة عُمانية؛ وبعد أن أستكملت حواراتها مع حكام صنعاء وتوصلت معهم كما يصرح به إلى تفاهمات مقبولة من ( الطرفين ) الأمر الذي كان ربما هو السبب الرئيسي الذي يقف خلف تحول السعودية وعلى نحو دراماتيكي مثير للتساؤلات المقلقة؛ فمن قائد لتحالف الحرب إلى مجرد وسيط للسلام بين ( الأطراف اليمنية !! ) وقد تطرقنا لهذا الأمر في موضوعات سابقة.
ومبعث قلقهم وخوفهم؛ يتمثل بالغموض الشديد بشأن قضية شعبهم؛ والتي أختزلت في هذه ( المبادرة ) كمجرد عنوان فرعي في ملف ( المفاوضات ) بين (( شرعية الأمر الواقع والشرعية المعترف بها دولياً )) والتي تتم المشاورات حولها اليوم في الرياض وبرعاية سعودية مباشرة؛ ولأن الكثير من الأمور لم تتضح بعد؛ بسبب رغبة البعض بأن تبقى الأمور كذلك؛ حتى تنضج ( الطبخة ) الجديدة؛ وعلى النحو الذي يلبي رغبات وأهداف تلك الأطراف بدرجة رئيسية.
وبالنظر لحجم التعقيدات وتشابك العوامل المؤثرة في المشهد العام داخلياً وإقليمياً ودولياً؛ وللغموض القائم الذي يكتنف اللقاءات الجارية حالياً؛ فإن حجم التحديات والمصاعب تزداد أمام المجلس الإنتقالي الجنوبي وبدرجة غير مسبوقة؛ الأمر الذي يتطلب منه الحيطة والحذر؛ وأن يستحضر تجاربه السابقة بل وتجربتنا الجنوبية التاريخية بكاملها؛ وبكل ما يتعلق بهذا الشأن من تجارب مريرة؛ منعاً للوقوع في دائرة ما يخططون للإيقاع به؛ ليجعلوا منه مجرد كيان ملحق ( بالشرعية ) وبالأضرار البالغة التي قد تلحق  بقضية شعب الجنوب الوطنية بدرجة رئيسية؛ لأنها هدف مشترك لكثير من القوى والأطراف.
ومع قناعتنا الثابتة بصلابة الموقف الوطني للمجلس الإنتقالي الجنوبي؛ فإننا ندعوه وبإخلاص إلى ممارسة أقصى حد من الثبات على الموقف والمرونة معاً؛ وحسب مقتضيات المصلحة الوطنية العليا للجنوب؛ وأن يعيد الأمر للشعب عند الوصول إلى حالة من عدم القبول بالصيغ المطروحة بشأن قضيته الوطنية العادلة والتي قدم من أجلها أعظم التضحيات؛ فالشعب هو صاحب القرار الأول والأخير في كل ما يخص حاضره ومستقبله.

مواضيع مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد ايضا
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى