إب والحقيقة التي يجهلها الجميع.
محمد عبدالله القادري
ينظر الكثير لمحافظة إب على أساس نظرات فيصنفها على اعتبار القوى السياسية والأحداث القديمة والتحالفات في عهد الأئمة ويعتبرها بذات التركيبة المعقدة ، وهو بهذا يتجاهل واقع محافظة إب والطابع العام الذي يجب أن تصنف من خلاله.
خروج أبناء محافظة في ذكرى ثورة السادس والعشرين من سبتمبر في المدن والقرى دليل على الطابع الشامل في إب الذي يضم الغالبية العظمى ولم يكن هناك من يقف خلف خروجهم ، وذلك الأمر هو في الحقيقة يواجه الحوثي الذي يصده ويعاني من الأطراف التي تريد أن تركب موجته وتظهر نفسها أنها من تقف خلفه.
تصنيف القوى في إب.
الحوثي: أساس حاضنته هي السلالة الهاشمية في إب ، وهؤلاء يشكلون نسبة 3% من أبناء إب ولن يستطيعون وحدهم السيطرة على إب لولا القوة التي تأتي من صنعاء وصعدة وذمار.
حزب الاصلاح : تعتبر قوته التنظيم الحزبي ، وصحيح أن إب تحتل المركز الثاني لتنظيم الحزب على مستوى اليمن بعد تعز المركز الأول ، إلا أنه رغم ذاك فنسبة التنظيم على مستوى إب لا تشكل أكثر من 3% من اجمالي عدد سكان المحافظة ، وأن أثبتت الايام أن تنظيم الحزب غير قادر على مواجهة الحوثي ولا مقاومته داخل إب.
حزب المؤتمر : يعتمد قوته على المشائخ ، وأبناء إب لم يعودوا يؤمنوا بالقبلية والالتفاف حول المشائخ كما في المحافظات الأخرى صنعاء وما جاورها ، وممكن أن نسبة تأثير المشائخ أو تقديرهم تكون 3% ، وقد أثبتت الايام ان المشائخ غير قادرين على تشكيل قوة لمواجهة الحوثي بل الجميع معه.
الأحزاب الاخرى كالناصري والاشتراكي : هؤلاء ليس لهم قواعد في إب ولا يشكلون أكثر من نسبة 1%.
كل هذه القوى تشكل نسبة 10٪ في إب ، وهناك 90٪ من أبناء غير مؤدلجين وذو ثقافة تؤمن بالدولة والنظام والحرية والسلام والتعايش ، وهذا السبب الذي جعل إب أقل المحافظات حاضنة للحوثي.
عقائدياً : إب يسيطر عليها الطابع والميول السني ، ليسوا سلفيين ولكن الجميع من مصلي وقاطع صلاة يميل للطابع السني الوسطي ويكره التطرف والتشدد والتشيع وتسييس الإسلام.
تأريخاً : توحيد إب يجب أن يتم اعتبارها على أساس انها حميرية ، ولكن بالشكل الذي يعيد اعتبارها سابقاً كحاكمة لصنعاء لا معانيه من حكام صنعاء ، ومن هذا المنطلق يجب النظرة لذلك التأريخ كسبيل وحيد يقف معها وما بعده من تإريخ جعلها تحت حكم الأئمة ومن معهم من ينتسبون لصنعاء وما حولها يقف ضدها.
إب اليوم تريد أن تتحرر بما ينقلها لمرحلة جديدة تناسب الطابع العام الذي يسودها ، يخلصها من الحوثي ولا يفتح المجال لجعلها لصراع قوى سابقة بعد تحريرها.