كتاب عدن

الحرب ومتغيرات الامر الواقع .. المهام العاجلة




بقلم: قاسم عبدالرب عفيف

احدثت الحرب تغيير جوهري بالبنية السياسية والقبلية والمجتمعية وحتى الدينية على نطاق واسع وبالذات في جغرافية الجمهورية العربية اليمنية وكشفت هشاشة الوضع السابق واستقوائه بالقبضة الحديدة التي كانت تحكم منذ اكثر من ثلاثة عقود مضت واعادة الوضع السابق الى المشهد السياسي كما كان اصبح محل شك كبير فلم يعد هناك امكانية للملمة القبيله التي تبعثرت واهتزت مكانتها ولا عاد للاحزاب السياسية نفس التاثير السابق لانها تشتت واثبتت فشلها في اداء دورها في المجتمع اما المؤسسة الدينية على تنوعها المذهبي اصبحت مشلوله وفشلت في تقديم الاسلام كدين الرحمة والتسامح فقد خلطت بين الدين والسياسة واستخدمته لاغراض سياسية سلطوية وتورطت في فتاوى تناقض اصول الدين والشريعه الاسلامية وتحول دورها الى تجييش المجاهدين الى كل بقاع العالم ومنها افغانستان وغيرها وبعضها تحول الى طائفه مختاره تدعي حقها الالهي فيً الحكم وادخلت البلاد والعباد في حرب مدمره ولهذا اصبح من غير الممكن الوثوق بها خاصه والبعض منها لا زال يتبنى مواقف متطرفه لا تتماشى مع الواقع ولا مع الظروف الراهنة وانتهى بها المطاف عند تبني بعضها الارهاب كاسلوب لتوصيل رسالتها السماوية ضد بني جلدتها ومن هنا اضاعت كل تلك النخب دوله في خضم تلك الصراعات العبثية توج بالانقلاب على الجمهورية وزرع نظام ديني مرجعيته ايرانية ومع الاسف كل الفعاليات الشمالية مجتمعه ممثله بالشرعية والقوى السياسية والقبلية والدينية الاخرى اضاعت فرصة تاريخية للقضاء على هدا الانقلاب بسبب تشتتها وحرف بوصلتهم نحو الجنوب واصرارهم على السير في نفس نهج النظام السابق دون مراعاة للتغيير الهائل الذي نتج عن الحرب وبروز قوى جديدة لها مكانتها على الارض ولديها تطلعاتها بعد ان قدمت من اجل ذلك تضحيات جسيمة فالجنوب كان ولازال الضحية يتلقى الضربات منذ الغزو الاول عام 94 م حتى الغزو الثاني والثالث ولا زال المجتمع الجنوبي متماسك فهو خالي من المذهبية وبسبب الحراك الشعبي فقد انتهى دور الاحزاب في الجنوب وتشكل راي شعبي عارم يدعم استعادة الدوله الجنوبية وظل متماسك حيث وقف الحنوب متصديا ومدافعا عن الارض والعرض والدين وانتصر ولن يعود اليمن كما كان قبل الحرب.
انتهت الوحدة منذ مراحلها الاولى عند ما غدرت نخب صنعاء بشريك الوحدة ( الجنوب) ووجهت قواتها لاحتلاله وعبثت بكل شيىء فيه وبالاخير سلمت الجمهورية بكل اجهزتها ومؤسساتها العسكرية والمدنية لحركة طائفية صغيره مواليه لايران وادخلت البلاد في حرب لا تبقي ولا تذر.



لم تدافع النخب الشمالية عن الوحده ولم يقاوم شعب الشمال عن الجمهورية والوحده رغم الدعم الهائل الذي قدمه التحالف وانما وجهوا بوصلتهم نحو الحنوب الآن من يستعيد صنعاء من النظام السلالي حتى يتحدثوا عن الوحده لا الشرعية الشمالية ولا التحالف ولا مجلس التعاون ولا العالم كله اذاً كل البيانات التي تصدر هنا وهناك عن وحدة اراضي اليمن اصبح كلام في الهواء
سنركز على وضعنا في الجنوب بعد التطورات الاخيرة.

من اجل الحفاظ على الانتصارات والمكتسبات التي حققها شعب الجنوب خلال التسع سنوات من الحرب ولا شك بان شعب الجنوب قد قطع اشواط متقدمة في سبيل استعادة دولته المحتلة ولمزيد من التاكيد نطرح التالي :

التركيز على العمل الداخلي واعطاء ترتيب البيت الحنوبي اولوية قصوى.


ان تستفيد النخب الجنوبية الجديده من اخطاء الماضي وعدم تكرارها لاي سبب كان


ان نوحد صفوفنا وان نلتف حول الحامل السياسي على ان يقوم هذا الحامل بتوسيع المشاركة الحقيقية في ادارة المرحلة الانتقاليه تحت اي شكل من الاشكال كجبهة وطنية عريضه مثلا او غيرها.
ان يبنى الكيان السياسي على قواعد العمل المؤسسي وان نعمق فيه روح القيادة الجماعية عند اتخاذ اي قرار . وان نؤصل بعد ذلك قيمة المسؤلية الفردية عند التنفيذ
ان تظل الابواب مشرعه للراي والراي الاخر داخل الكيان السياسي وبين اوساط الشعب والمجتمع واطلاق حرية العقول ليصبح لدينا شعب حر.
ان نبني قوات مسلحة وقوات امنية جنوبية على اسس وطنية واسس علمية وعسكرية صحيحة ً ونقوم برعايتها لكي تكون حامية للشعب وخادمة لمصالحه ونهتم بتسليحها وتاهليها.

ان نربّط الانتهازيين الجنوبيين الذي يغازلون القوى اليمنية والاقليم والعالم للانتقاص من هدف استعادة الدولة الجنوبية ونضع لهم حد بانهم لا يمثلون ارادة شعب الجنوب
وان نواصل السيطرة على ارض الجنوب وعلى موارده وان يكون من يتحمل المسؤلية عليه ان يثبت انه يمثل مصالح الشعب الجنوبي من خلال ممارسته العملية.
ان نحارب الفساد بين اوساطنا ولن نسمح لاحد يستغل وظيفته لكي يثري على حساب شعب الجنوب والكثير من المهام الاخرى.

هناك متغيرات عالمية ستفرض نفسها على الاقليم ولن تظل الاوضاع كما كانت من قبل وهناك تبادل للاماكن بين القوى العالمية وتبادل حتى بالتحالفات ولازم نفكر كيف نرسم سياساتنا على هدا النحو المتحول والمتغير وكيف نربط مصالحنا بمصالح من يقف معنا في هذه الظروف الصعبة.

اما نظل تردد الشعارات السابقة شعارات الستينات والسبعينات لن تجدي نفعا على الاطلاق من لم يتغير سياتون من الخارج بيغيروه وهذا ما حدث بالربيع العربي تحطمت دول وتشردت شعوب بسبب الجمود.

هناك ثغرات وظواهر سلبية ظهرت اثناء الممارسات العملية لبعض القيادات وكانهم لم يستوعبوا الاخطاء التي مروا بها سابقيهم منها التفرد بالقرار والفساد والاقصاء وتقريب الموالين والمقربين واقصاء اصحاب المواقف وغير ذلك من يريد ان يستثمر وظيفته لكي يجمع المال لن يستطيع ان يقنع المواطن الجنوبي الذي يتحمل كل الصعوبات في حياته اليومية بانه سيقدم له انموذج جديد لدولة جنوبية عادلة مستقره.

ومن هنا يجب ان يفتش كل قايد ومسؤل صغير او كبير داخل ضميره هل هناك ممارسات من هدا النوع يمارسها في سلوكه ومعاملاته اليومية وما عليه الا ان يعيد النظر ان كان يريد ان يدخل التاريخ من اوسع ابوابه ما لم فالباب الذي سيدخله اضيق من خرم الابرة.

قاسم عبدالرب العفيف

مواضيع مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى