عندما تخترق الحواجز وتفتح الأبواب السياسية المغلقة
بقلم: د. حسين العاقل
لم يكن المجتمع الدولي غافلا أو متجاهلا نضالات شعبنا الجنوبي منذ انطلاقة الحراك السلمي في عام 2007م مرورا بتأسيس المجلس الانتقالي عام 2017م، وصولا إلى واقعنا اليوم وما تحقق من منجزات سياسية وعسكرية ومن تضحيات جسيمة في سبيل استعادة دولته المستقلة، لذلك جاءت دعوة الرئيس المفوض شعبيا عيدروس الزبيدي لحضور دورة الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها 78 لتمثل دليلا قاطعا على أن المجتمع الدولي يرصد ويتابع ويوثق مجمل التطورات السياسية التي شهدها واقعنا الجنوبي، وأن هناك هيئات ومنظمات إقليمية ودولية تولي قضية شعب الجنوب جل اهتمامها، وعلى الرغم من كل ما فعلته مراكز قوى الهيمنة والاستبداد اليمني واحزابها الفاسدة والفاشلة، وما بذلته من محاولات لسد واغلاق كل الطرق والمسارات السياسية امام المجلس الانتقالي ومنعه من بلوغ مراكز صناعة القرار في المجتمع الدولي، إلا أن قدرة الله ومشيئته قد مكنت قضية شعبنا وحكمة رئيسنا من اختراق الحواجز والعراقيل وتكسير خرسانات الحجب والمنع والتهميش ليتحقق الهدف الأعظم في الوصول إلى حيث يراد لنا الوصول إليه، وهذا ما نستطيع الاستدلال به من حقائق واضحة وملموسة، وليس بمقدور قوى الهيمنة والاستبداد اليمني من اخفاء الصورة او من حجبها والتعتيم عليها.
لقد تجلت الحقيقة بكل إبعادها ورسمت معالمها الجهود السياسية والدبلوماسية المبذولة خلال السنوات المنصرمة من قبل فريق العمل السياسي الخارجي بالمجلس الانتقالي، التي استطاعت بحمد الله من تجاوز العتبات الموصدة ومن دك وتحطيم الحواجز السميكة وتهديمها، التي كان يعتقد صناعها بأنه من المستحيل على أبناء شعب الجنوب وعلى مجلسهم الانتقالي من تخطيها والعبور فوق أسلاكها الشائكة، ومن بعثرت ركاماتها الهشة والوهمية.
وها هو اليوم بشخصيته الاعتبارية ومكانته السياسية وتاريخه النضالي المشرف، يدخل قاعة مجلس الأمن من اوسع أبوابه شامخا مهابا، الجميع يحملقون بنظراتهم في وجهه، وهم في حالة من الاعجاب والدهشة بل والرغبة في التعرف عليه ومخاطبته كرئيس يطالب ممثلي الدول الأعضاء في مجلس الأمن من السماح له بمسح التراب من على مقعد عضوية جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، ورفع علمها خفاقا على سارية مبنى مجلس الأمن الدولي.
إن أحلام الشعوب المناضلة وعزيمة أصرارها وما قدمته من تضحيات لقوافل الشهداء والجرحى، لن تذهب في مجاري السراب والضياع، لكنها أيها العقلاء سوف تؤسس مداميك الحق المنشود، وتوطد السمات العامة لاستعادة الدولة الجنوبية المغدور بها في جريمة حرب الاحتلال واستباحة الأراضي الجنوبية في عام 1994م.
لقد فشلوا وخابت ضنونهم واوهامهم، ولم تجديهم مخططاتهم المرسومة بحبكاتها الوهمية، كما لم تعد تسعفهم مكاتبهم المتعددة والمنتشرة في مدن العالم المختلفة، التي كانوا بها يعدون التقارير المفبركة ويعمموم نشرها وتوزيعها على الهيئات والمنظمات الدولية، يدونون عليها مزاعمهم الكاذبة، حيث يضمنوها بأن الأمور طبيعية في عدن، فلا حراك سياسي في الجنوب ولا مسيرات ولا مظاهرات ولا هناك قتلى ولا جرحى من قبل جنود الاحتلال اليمني، ولكنهم كانوا ينسبون ما يحدث في العاصمة عدن وفي محافظات الجنوب المختلفة، على انها ترتكب في تعز وإب وصنعاء فقط.
هكذا كانوا يكذبون ويدلسون على الرأي العالمي، بينما كان شرفاء واحرار العالم يتابعون بدقة واهتمام كل ما كان يحدث ويجري، فكانوا يسربون تقاريرهم بسرية وبأساليب احترافية إلى مراكز الأبحاث والدراسات وإلى الهيئات والمنظمات الدولية، عن ما يتعرض له أبناء الجنوب من قمع وحشي ومن اعتقالات ومطاردات، ومن جرائم إبادة يندا لها جبين الإنسانية.
ومع الأيام وثبات العزيمة والإصرار على النضال والتضحية، تجلت الحقائق وأنكشف المستور لتفتح لشعبنا الجنوبي العظيم طريق الحق والمصير الحتمي، وذلك بالوصل إلى اروقة صناع القرار في مجلس الأمن الدولي.