كتاب عدن

استثمار “اللحظة الغامضة”.. الاستعراضات العسكرية والسياسية للحوثي!!




بقلم: صالح علي الدويل باراس
*حقق الحوثي اختراقات سياسية في مفاوضاته مع المملكة الجارية بمعزل عن بقية القوى المحلية وعن شركائها في التحالف*
*إن ما تحقق في سراديب المفاوضات لم يصل الى القضايا الاستراتيجية التي لن يغلقها احد وفقا لمصلتحه ف”للحروب اكثر من مموّن ” ، انما الحوثي استثمر “غموض اللحظة” فتحرّك “الكل في واحد” سياسيا واعلاميا وتعبويا ..الخ وعلى الطرف الاخر لم يكن “الكل في واحد” بل ان بعض السياسة الاعلامية حرفت دفة العداء لحلفائهم ، فهو يعمل على استراتيجية صوتها عالٍ بحملات دعائية واستثمار ل”لحظة الغامضة “وتحميلها وبرسائل عبر اصوات متعددة بعضها صريح وبان تهديدات الحوثي هذه المرة مغلظة بقصف كل هدف عسكري وإقتصادي في دول التحالف وبشكل كلي ومرة واحدة لأن الهدنة أنتهت ولن نجدد مرة أخرى!!*


*بعضها يدّعي الحيادية وبعضها الموضوعية وانه قد حذّر لتغليف الرسائل الحوثية وتمريرها مؤكدا انه حسم كل الملفات وان بقية القوى مجرد صدى لصوت التحالف وبمجرد ان يرفع يده ويحقق سلاما مع الحوثي فانها ستنهار من تلقاء ذاتها بمجرد رؤية الاستعرضات العسكرية وترهيبها وانها استعراضات كافية لترهيب “الرياض” بان حقول النفط ومشاريع رؤية 2030م في متناول اليد!! ، وهو توظيف ارهابي “بالوني” لعملية “الابتزاز” فالسعودية ليست بالعجز الذي تهددها فيه استعراضات يعلمون حقيقتها انما لدى السعودية اولويات داخلية بعد ان يئست من اليمنيين في تحقيق اي كسر للحوثي وهم اصحاب الشان*



*لو ان العمليات الجوية والصواريخ كافية لحسم اي معركة لهزم التحالف الحوثي في السنة الاولى حرب ، لكنه سلاح ترهيب اكثر منه سلاح حسم ، والتحالف لم يفشل بسبب تلك الاسلحة بل لعدم وجود الرجال للحسم في الجبهات فلم يقدّم العنصر الشمالي مايجب عليه اما لمساومات ارادها من التحالف ، او لخطوط حمراء منعته!!*



*ترافقت الاستعراضات باستصراخه العالم من سوء الوضع الانساني وعن المرتبات وعن فتح الموانيء والمطارات..الخ وهي ملفات لن ياخذها مجانا ،”بلوشي” ، حتى وان كانت المفاوضات مع المملكة فقط ، فأستلامها “بلوشي” وصمة لن ترضاها المملكة لمكانتها*



*إن العالم وحتى حلفاء الحوثي الذين استبشروا بانقلابه وانه اسقط عاصمة عربية يريدون سلاما ليس “بالونة اننا الدولة” التي يريد ان يرسلها للعالم باستعراضاته السياسية والعسكرية والاعلامية ، اما داخليا فالجميع يعرفون بعضه بعضا ويعرفون حجم وقوة بعضهم بعضا والى اين سيصل في ترهيبه*

*على مستوى الجنوب فقد قاومه الجنوبيون ولقنوه دروسا لن ينساها لاجيال قادمة وهم على استعداد للدفاع عن ارضهم ولن ترهبهم الاستعراضات وقد عرفوا حقيقته على الجبهات، ولو انهزم الجنوب مستقبلا فان هزيمته ليس لصالح الحرب على الارهاب ولن تكون لصالح اي اتفاق سلام توقعه المملكة مع الحوثي وهذه حقيقة استراتيجية تعلمها*

*21سبتمبر2023م*

مواضيع مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى