أخبار عدن

رفع سعر البنزين يعمّق متاعب سكان جنوب اليمن

عدن اوبزيرفر/ متابعات.
الزيادات في أسعار المواد الأساسية تعمق الغضب الشعبي في مناطق سيطرة الحكومة اليمنية المتهمة بسوء التسيير.
عدن -عدن اوبزيرفر: أعلن الأربعاء في محافظات جنوب اليمن عن رفع أسعار وقود السيارات بنحو 10.9 في المئة، تماشيا مع هبوط العملة المحلية إلى أدنى مستوياتها والارتفاع في أسعار الوقود العالمية. وتأتي هذه الزيادة التي تعدّ كبيرة بالقياس للأوضاع المادية لليمنيين لتزيد من الأعباء على السكّان الذين يعانون أصلا ارتفاع الأسعار في مقابل انهيار قدراتهم الشرائية.

وقال مسؤول رفيع في شركة النفط الحكومية إنه بموجب القرار الذي بدأ سريانه الأربعاء، ارتفع سعر صفيحة البنزين سعة 20 لترا إلى 25000 ريال (17.5 دولارا)، أي بواقع 1250 ريالا للتر الواحد، من 22900 ريال (16 دولارا). وأرجع سبب الزيادة إلى اعتماد الشركة لمادة البنزين الممتاز المستورد بالسعر الجديد بدلا من البنزين الخفيف المحلي الذي تنتجه محافظة مأرب بشمال شرق البلاد بعد تزايد الشكاوى من رداءته.

وسجل سعر صرف الدولار الأربعاء في عدن والمناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة انخفاضا جديدا إلى نحو 1435 ريالا للدولار مقارنة مع 1420 ريالا الثلاثاء. وأبدى ناشطون وسكان في عدن غضبهم من قرار رفع أسعار الوقود بصورة مفاجئة وكبيرة. وقال عبدالناصر حسين المقيم في عدن لوكالة رويترز “الوضع صعب لا يطاق، لا كهرباء لساعات طويلة في ظل صيف ساخن، ولا توجد مياه وهناك تدهور في الخدمات والأوضاع الاقتصادية. وجاءت زيادة أسعار البنزين الكبيرة مجددا لتزيد من معاناة الناس”.


ويعرف اليمن أزمة إنسانية عميقة ولا تزال تتفاقم مع تراجع المساعدات الخارجية بسبب نقص التمويل. ومؤخّرا طالبت 98 جهة دولية ومحلية بينها منظمات تابعة للأمم المتحدة في بيان بزيادة التمويل لمواصلة مساعدة أكثر من 21.6 مليون شخص، أي 75 في المئة من سكان البلاد. وأشارت هذه الجهات إلى أنّ 17 مليون شخص يعانون انعدام الأمن الغذائي في اليمن، وهذا العدد يشمل 6.1 مليون شخص دخلوا بالفعل مرحلة خطيرة في نقص الغذاء وسوء التغذية الحاد.

ورغم حجم هذه الاحتياجات الإنسانية فإنّه بحلول أغسطس الماضي لم تتلق خطة الاستجابة الإنسانية سوى 31.2 في المئة من إجمالي الاحتياجات البالغة 4.34 مليار دولار للعام 2023، مما أدى إلى تخفيضات جذرية ومثيرة للقلق في المساعدات. وسبق للزيادات في أسعار المواد الأساسية أن فجّرت موجات غضب في مناطق سيطرة الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا والمتهمة بسوء تسيير الموارد وما يصلها من دعم خارجي.

وللزيادة في أسعار المحروقات على وجه التحديد وقع خاص لدى الكثير من اليمنيين، إذ تحمل مفارقة استثنائية تذكرّهم ببداية المسار الذي سلكه بلدهم حتى وصل إلى ما هو عليه اليوم من عدم استقرار وشبه انهيار اقتصادي، ذلك لأن منطلق الحوثيين لغزو العاصمة صنعاء كان من احتجاجات نظموها آخر صيف سنة 2014 بذريعة الاعتراض على زيادة في أسعار الوقود عرفت اصطلاحا بـ”الجرعة السعرية”، لكن الاحتجاجات سرعان ما تحوّلت إلى إسقاط لحكومة الوفاق القائمة آنذاك ثمّ إلى غزو مسلّح للعاصمة بعد أسابيع قليلة.

مواضيع مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى