كتاب عدن

العليمي والزبيدي وقمة أمريكا.



محمد عبدالله القادري

ثنائيان رائعان شكلا حضوراً بارزاً ، وتواجداً قوياً ، وظهوراً لافتاً في قمة التنمية المستدامة التي أحتضنتها الولايات المتحدة الأمريكية.
وكان حضورهما معاً يشكل تكاملاً وإكتمالاً ، ويعكس صورة إيجابية تشمل مختلف القضايا ومجمل الأمور.

الدكتور رشاد العليمي رئيس مجلس القيادة الرئاسي ، مثلما كان حضوره تمثيلاً للدولة ، فذاك يكتسب أهميته من حيث مطلب إستعادة الدولة في المناطق المحتلة عبر تحريرها من ميليشيات الحوثي الإرهابية.
ومثلما هو سعياً لتقديم الخدمات للمناطق المحررة إقتصادياً وتنموياً ، هو أيضاً للمناطق غير المحررة حقوقياً وتحريراً.
والرجل كان كلامه عميق ، وتوصيفه دقيق ، وتطرق للجرائم التي تمارسها ميليشيات الحوثي على كل المجالات ، وهذا دليل على أن الرجل يحمل ذكاء سياسي ، ورؤية ثاقبة ، وطريقة غرس المفهوم بالشكل غير المباشر للمجتمع الدولي بما يقنعه للوقوف معك.

الفريق عيدروس الزبيدي نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي رئيس المجلس الإنتقالي الجنوبي ، صحيح أن في حضوره تمثيل للقضية الجنوبية كون الرجل رئيس المكون الذي يحملها ، ولكن ليس هذا فقط فالأمر أوسع من ذلك ، فهو نائب رئيس مجلس القيادة ويقف مع كل القضايا الوطنية بجانب قضيته ، ومن ضمن ما تطرق الرجل في كلامه لوزير الخارجية الأمريكي ، قائلاً أن تخادم تنظيم الحوثي مع تنظيم القاعدة وداعش أصبح واضح للجميع ، وهذا دليل على أن الرجل صاحب شخصية كارزمية ، تمتلك صفات القيادة المحنكة والنظرة الرزينة والرؤية الواسعة والصفات الفريدة والمنفردة ، تحمل طابع وطني وتوجه يخدم الأمن الداخلي والقومي ، تقرأ عليها دلائل المشروع العربي المطلوب ، التي إن كانت تحمل القضية الجنوبية فهي لا تتخلى عن الوقوف مع بقية القضايا الوطنية ، وإن كانت تطالب بإنفصال الجنوب فهي لن تتخلى عن مطلب تحرير الشمال من الحوثي.

العليمي أظهر الحوثي بأنه مجرم.
الزبيدي أظهر الحوثي بأنه إرهابي.
كلاهما غرسا مفهوم أمام المجتمع الدولي في غاية الأهمية في ظل دعوات السلام التي يستغلها الحوثي للمراوغة وتضييع وقت ولن يجنح لسلام أبداً لأنه لا يؤمن بذلك ، مفاد المفهوم أن الحوثي رفض كل محاولات السلام لأنه في الحقيقة مجرم ويجب محاكمته ، وإرهابي يجب إجتثاثه.

العليمي الذي أظهر الحوثي بأنه مجرماً أمام المجتمع الدولي ، قد أعطى دعماً كبيراً للجانب الحقوقي الموثق لإنتهاكات وجرائم الحوثي ، الذي يجب عليه أن يتحرك ويكثف نشاطه مطالباً المجتمع الدولي بمحاكمة الحوثي.
الزبيدي الذي أظهر الحوثي بأنه إرهابياً ، قد أعطى دعماً قوياً للجانب السياسي في الدولة ، الذي يجب عليه أن يستغل ذلك ويطالب المجتمع الدولي بتصنيف الحوثي بالإرهاب إلى جانب القاعدة وداعش ، وأيضاً يجعل المجتمع الدولي يقدم دعماً لمحاربة الإرهاب في المناطق المحررة وغير المحررة المتمثل في الحوثي والقاعدة وداعش.

مواضيع مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى