شؤون محلية

السعودية تهندس الحلول على طريقتها..خيارات المجلس الانتقالي الجنوبي إزاء مايجري.



كتب/صلاح السقلدي

تجاوز القضية الجنوبية محليا وإقليميا ودوليا بات مستحيلا تماما بعد أن أصبحت ملء السمع والبصر، وبالمقابل كل المؤشرات تبدو أن المشروع الجنوبي الطامح لاستعادة الدولة بالجنوب يتم قمعه بشراسة ليس فقط من قِبل خصوم الجنوب التقليديين المحليين بل من قوى إقليمية وازنة ،السعودية أبرزهم، وبالتالي  ثمة اصطفاف حزبي وخليجي وامريكي على إغفال هذه القضية -على المدى المنظور على الأقل -حتى تستوي سفينة التسوية على جودي مصالح القوى اليمنية على اختلافات وتباينات هذه القوى ومصالح الخليجيين.

    ليس هذا المخطط- أعني إغفال القضية الجنوبية- هو الأخطر عليها، بل مخطط تمثيلها في قادم الايام بشكل هزيل وانتحال صفتها بواسطة كيانات وشخصيات جنوبية برداء جنوبي وجوهر حزبي منتحلة للارادة الجنوبية الحقيقية للقطاع الأعظم من الجنوبيين كما حدث في مراحل سابقة، وايقاظ الصراعات الجنوبية القديمة واذكائها. وهذا الأمر يتم هندسته بوضوح ليس فقط باستبعاد المجلس الانتقالي وباقي القوى الجنوبية الفاعلة مما جرى ويجري من حوارات بين الرياض وصنعاء طيلة عام تقريبا بل أيضا من خلال تأسيس كيانات ومجالس سياسية وقبلية جهوية بالتوازي مع تأسيس كيانات عسكرية موازية للقوات الجنوبية وتكريس فكرة تفتيت الجغرافيا الى جزر كانتونات متناثرة بدعم وتمويل سعودي وفي تفاصيله تقبع المصالح الغربية.
    المجلس الانتقالي الجنوبي يبدو في وضع أقل ما يمكن وصفه بأنه حرج شارد الفكر تغشاه الصدمة جراء الهرولة السعودية باتجاه صنعاء، والبيان الذي المقتضب الخجول الذي أصدره مساء الجمعة يعكس وضعه العصيب، فهو (الانتقالي) واقع بين حجرتي رحى: الضغوطات السعودية وبين الوعود التي أطلقها لجماهيره في سالف الأعوام. وعطفا على هذا الحال فهو بمسيس الحاجة لمؤازرته ليس لأنه يستحق بل لأن القضية التي يتحدث باسمها تستحق الانتصار لها بما هو متاح اليوم في خضم مؤامرة كبيرة  وقبل هذا هو بحاجة لمراجعة مواقفه  بشكل جاد وصريح.
    فهو اليوم يجد نفسه مكشوف الظهر يتملكه الشعور بالخذلان من التحالف -مع ان  هذا الاخير لم يعط للانتقالي ولا لغير الانتقالي وعداً بحل القضية الجنوبية حلا يتسق مع الطموحات الجنوبية المتمثلة بالثورة الجنوبية الحراك الجنوب-. فالقضية الجنوبية باسمها وثقلها الجماهيري ورمزيتها السياسية والوطنية وبندقيتها دخلت الحرب  معصوبة العينين دون اية وعود من التحالف بل وحاربت أمام العالم بصفتها جزءا مما يسمى بالشرعية ،تلى ذلك شراكة سياسية مرتجلة ضاعفت من كمية الضباب الكثيف الذي يلفها منذ بداية هذه الحرب.

    ففي كل مراحل  التفهمات والتوافقات التي دخلها الانتقالي مع المسماة بالشرعية وتحت رعاية ورغبة الخليجيين-  بزعم تشكيل جبهة اصطفاف عريضة  ضد الحوثيين’ لم يظفر الانتقالي والقضية الجنوبية سوى بوعود هلامية  مبهمة العبارات،هي بالاصح الحد الأدنى من المطالب جعلت الانتقالي يتدحرج بخطابه من سقف اسمه: حواروتسوية وفق ثنائية شمال جنوب إلى حضيض المطالبة بإشراكه مجرد شريك ضمن وفد حكومة أو مجلس رئاسي هما أيضا مرميان بسلة النفايات الخليجية.

   ومع ذلك ما يزال لدى الانتقالي أوراق فاعلية إن كان لديه النية لتصحيح الوضع المختل ولتحسين وضع القضية الجنوبية فوق طاولة التسوية القادمة ولتقليل حجم الخسارة،أهم هذه الأوراق: التحلل من الشراكة السياسية التي صارت عبئا على القضية الجنوبية وأصفاد تكبل المجلس نفسه وتقضم من رصيده الجماهيري،والعودة عوضا عن ذلك إلى صف الجماهير وتوحيد الجبهة الجنوبية المتضعضة ،بعيدا عن فوبيا ورُهاب التحالف، وعن خزعبلة (التحالف سينزع أرواحنا من أجسادنا وسيرمي بنا خلف الشمس)وبعيدا عن فكرة الاستحواذ.
        فهذا التحالف المخادع في الوقت الراهن اضعف من ان يفعل حماقة، فهو يحاول أن يلملم شتاته ويخرج من ورطته وليس مستعدا لفتح جبهة مع احد، او بمعنى اوضح هو في لحظة يسهل انتزاع الحقوق منه،ولو بأسلوب الابتزاز والانتهازية كما تفعل معه الأحزاب.. فهل سنرى موقفا مغايرا من الإنتقالي يرتقي لحجم التحدي؟.

مواضيع مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى