الطوفان الأكاديمي القادم
د. أنور الصوفي
لوحوا بالإضراب، وقدموا مطالبهم للحكومة قبل بدء الدراسة بشهرين لعلها تحل مشاكلهم، وحتى لا تتعطل الدراسة، وقفوا أمام بوابة قصر المعاشق، ولكنه لم يلتفت إليهم أحد، نثروا ملفات مطالبهم في كل مكان فيه مسؤول لعلهم يفوزون بمسؤول راشد ينظر في مطالبهم، ولكن لم ينبر لمعالجة مشاكلهم أي مسؤول لهذا زمجروا ورفعوا صوتهم وأعلنوا الإضراب الذي ستصاحبه فعاليات ووقفات ستقتلع كل بؤر الفساد.
أكاديميو أربع جامعات حكومية مع موظفي تلك الجامعات بدأت بوادر إعصارهم تتشكل، وستتحول تلك الأعاصير إلى طوفان يخلع قلوب كل الفاسدين، ويدمر فسادهم المستشري، وستولد من رحم معاناة الأكاديميين ومن صلب صبرهم حياة كريمة تحفظ للأكاديميين ولكل منتسبي الجامعة كرامتهم ومكانتهم، وبعدها سيقف أساتذة الجامعة في قاعاتهم، وسيرفعون رؤوسهم، وسينكبون في مكاتبهم على بحوثهم العلمية، وسيخرج من بطون أفكارهم عصارة خبراتهم ومهاراتهم.
الطوفان الأكاديمي قادم، وسيقتلع كل جاهل أهان الأستاذ الجامعي، أو انتقص من حقوقه ومكانته، وستعود قيمة العلم، وسيقود الأكاديميون مسيرة العلم التي من خلالها سيبنى الوطن، وسيولي الجهل هاربًا يجر أذنابه نحو جحره العميق، وستعود دولة النظام والقانون يزينها العلم.