إمامة القطرنة كحوثية الخضرنة.
محمد عبدالله القادري
في عهد الإمامة آل حميد الدين أمر الإمام الناس بأن يتقطرنوا ، فصبوا على أجسامهم القطران وظهروا بالشكل الموحش ، واليوم الحوثي يرغم الناس أن يتلونوا باللون الإخضر بإدعاء الإحتفال بمولد النبي عليه الصلاة والسلام ، و ما يفعله الحوثي يعتبر نسخة مطابقة لعهد الإمامة والإختلاف فقط بنوع الإدعاء ، فعهد الخضرنة هو نسخة من عهد القطرنة وما أشبه الليلة بالبارحة.
كنا في إب نتلون في الأخضر فوق ملابسنا ووجوهنا عندما نذهب لتشجيع نادي شعب إب الرياضي ، كون النادي رمزه الأخضر لأنه من إب الخضراء.
اليوم عندما يجعل الحوثي اللون الأخضر سائداً في كل الأماكن ويرغم الناس تحتفل بذكرى مولد النبي ، يتبادر إلى الذهن هل هذه احتفالية مولد النبي أم مباراه لنادي شعب إب ، وكأن النبي عليه الصلاة والسلام كان نادي رياضي.
أتذكر وأنا صغير ذهبت لتشجيع مباراة لنادي شعب إب ، وتلونت بالأخضر فوق وجهي وملابسي، وعندما عدت للمنزل في القرية قبل المغرب ، كان لدينا كلب مثل الوحش ، نظر إليّ ولم يعرفني ونط بإتجاهي وعضني في رجلي ، خرج إخوتي الصغار ليغيروا فطاردوا الكلب ونظروا إليّ ولم يعرفوني وانفزعوا وعادوا هاربين وهم ينادون لأمي يا اماه جني جني ، خرجت أمي رحمها الله مسرعة نحوي فناديتها يا أماه هو أنا محمد ، فغضبت لما رأت وجهي بذاك اللون وعادت إلى المطبخ وأخذت المحواش حق العصيد وندعتني ثلاث ضربات في الظهر ، وأدخلتني الحمام لأغتسل وأغير الملابس.
البارحة آخر الليل راسلني أحد الأصدقاء يشكو حاله قائلاً ، اليوم سويت حادث والسبب رنجت السيارة باللون الأخضر مع الإنارة الأمامية ، وخرجت بعد العشاء ولم أرى الطريق بوضوح فصدمت باص صدمة قوية وتأثر إثنان والآن هم في المستشفى والباص وسيارتي في الورشة واحتاج حوالي ثلاثة مليون ريال.
فقلت له: الحوثي جعل في المولد النبوي تحل عليكم الصدمات وليس البركات.
قبل أربع سنوات سألت أحد الأصدقاء في إب بعد عودته من احتفالية المولد النبوي متوشحاً اللون الأخضر ، قلت له: هل شعرت بروحانية أثناء الإحتفالية، فقال لي : تشتي الصدق والله لقد شعرت أننا بيوم القيامة.
قلت له: كيف ؟!
قال : عندما شفت الناس كلهم مخضرين تذكرت حشر المجرمين يوم القيامة زرقا ، وظنيت ان الحوثيين ومن معهم حُشروا خضرا.
بالنسبة للون الأخضر يعود إستخدامه كرمز لعهد الأحتلال الفارسي ولعهد دول الأئمة وبالذات الدولة الفاطمية والطائفة الإسماعيلية أو المكارمة ، ولذا فإن الحوثي يستخدمه كرمز يجمع بين المشروع الفارسي والطائفي المحتوي لمعتقد الفاطمية والإثنا عشرية وغيرها من فرق الشيعة ، ويدلل أن اليمن في عهد دول الأئمة تنقلت بين قطرنة الأئمة الزيدية وخضرنة بقية الأئمة ومنهم الحوثي اليوم.