كتاب عدن
سخافة الأحزاب بإحتفال ذكرى تأسيسها.
محمد عبدالله القادري
البلاد داخل داخل جحر الحمار الداخلي ، وترى بعض الأحزاب مشغولة بالإحتفال بذكرى تأسيسها.
لا ندري ما السبب الذي ولد لدينا قناعة ضد الأحزاب ، ربما لإدراكنا أن هي سبب إلى ما وصلنا إليه.
مشكلة الأحزاب أنها لا تنظر إلى الوطن على أنه حزب الأحزاب ، بل نظرت إلى السلطة على أنها الكعكة.
ظل الصراع بين الأحزاب في حالة سيطرة حزب واحد على الكعكة فالبقية تريد أن يكون لها نصيب ، وفي حالة تقاسم الٱحزاب للكعكة كل حزب يريد أن يكون نصيبه أكبر ، وفي الاخير جاء الحوثي ولطش الكعكة كلها ودخلت البلاد كلها جحر الحمار الداخلي ، فالأحزاب هي من جاءت بالحوثي.
الحزبية في المجتمعات المثقفة الراقية مجرد وجهة نظر ، اقف معك في الايجابي وانتقدك في السلبي ، اساندك ما كنت في مصلحة الوطن واعارضك متى كنت ضده.
نحن المتخلفين اتخذنا الحزب بمثابة دين وأمر ثابت نقف معه في صح او خطأ ونعمل من أجله ونعادي الآخرين ونحاربهم ونقصيهم وكلما يهمنا هو مصلحة الحزب ، فأصبحت الحزبية عندنا طريقة عنصرية عمقت الصراع والكراهية وتسببت في إيجاد الفشل.
كانت الحزبية سبباً في إيجاد الحوثي وسيطرته على المناطق المحتلة من قبل إيران حالياً وبقاءه فيها.
وكانت سبباً لفشل أو ضعف الدولة في المناطق المحررة التي اتجه الحزب للسيطرة على كل مفاصل الدولة واقصاء الآخرين ومحاربتهم.
كل الأحزاب لديها برامج وطنية ومناهج ولوائح تدعي حب الوطن ، ولكنها مجرد شعارات ولا تطبقها في الواقع ، فالجميع فاسدون بل وفاشلون.
الأحزاب المؤدلجة ذات التوجه الإسلامي لن تخدم الوطن لأنها لا تؤمن بشيئ اسمه الوطن.
الاحزاب الأخرى كلما يهمها المصلحة الشخصية وستجدها حيثما تجد مصلحتها ، وحيث المصالح تجد ضعفاء النفوس.
يتحدثون عن وحدة الصف ، وبت إرى ان ذلك لن يتحقق إلا بالتخلي عن التعصب الحزبي وجعل المصلحة الوطنية هي العلياء وإنصاف قضايا المظلومية ومعالجة اخطاء التهميش والاقصاء ورفع الظلم ، وبت أرى أنه إذا أردت أن تكون وطنياً لابد أن تكون مستقلاً وصاحب فكراً صافياً جديداً ومتجدداً مرناً ومعتدلاً تأخذ من كل شيئ أجمله وتدع من كل شيئ أسوأه ، وإذا أردت أن تكون منصفاً فقف مع الإيجابي أينما كان وأرفض السلبي أينما تجده ، وإذا أردت أن تبني دولة ناجحة فأختار الشخص على حسب الكفاءه والرصيد النضالي الشخصي ، وليس على حسب الانتماء الحزبي ، ومثلما المناطق المحتلة تحتاج إلى تحرير جذري من الحوثي ، فالحكومة في المناطق المحررة تحتاج إلى تغيير جذري من الفاسدين والسيطرة الحزبية على مفاصلها.
عندما تجد الأحزاب تتحدث عن ايجابياتها فقط ولا تعترف بأخطاءها ، فأعلم أنها زالت في غيها القديم ولم تتغير ، إذا كانت لديك ايجابيات فلديك أيضاً سلبيات ، ومن لم يعترف بأخطاءه لن يعالجها ولن يتغير ولن يحقق أي تغيير ايجابي في الواقع .