شؤون محلية

خبراء: هذه خصائص الزلزال الأعنف منذ قرن


الرباط -عدن اوبزيرفر: أكد ناصر جابور رئيس قسم بالمعهد الوطني للجيوفيزياء المغربي، أن هذه هي المرة الأولى منذ قرن التي يسجل فيها المركز هزة أرضية عنيفة بهذا الشكل في المغرب، في إشارة إلى الزلزال القوي الذي ضرب البلاد في وقت متأخر الجمعة.

ونقلت وكالة المغرب العربي للأنباء (ماب)، السبت، عن جابور قوله إن الهزات الارتدادية عقب الزلزال الذي ضرب إقليم الحوز “أقل قوة وقد لا يشعر بها السكان”، موضحا أن “الهزات الارتدادية تفقد قوتها كلما ابتعدنا عن مركز الزلزال”.

وأوضح أن الهزة، التي حدد مركزها بجماعة إيجيل (80 كلم جنوب غرب مدينة مراكش) تم استشعارها في العديد من المدن المغربية في محيط بلغ 400 كلم. وأضاف أن “الهزة الرئيسية تلتها المئات من الهزات الارتدادية بلغت أقواها حوالي ست درجات”، مشيرا إلى أن الهزات الارتدادية تكون عموما أقل قوة من الهزة الرئيسية.

وأوضح فيليب فيرنان الأستاذ والباحث في جامعة مونبلييه والمتخصّص في التكتونيات النشطة، خصوصاً في المغرب، أنّ الزلزال القوي الذي ضرب المغرب وقع في منطقة “ليست الأكثر نشاطا” في البلاد.

● هل هذا الزلزال مفاجئ؟

يعدّ المغرب من البلدان التي لا نتساءل فيها هل ستحدث زلازل، بل متى ستحدث. وكان زلزال أغادير (5.7 درجات في العام 1960) قد دمّر المدينة بأكملها وتسبّب في مقتل حوالي 15 ألف شخص، كذلك كان هناك زلزال الحسيمة (6,4 درجات في العام 2004) الذي وقع في منطقة أقرب إلى البحر الأبيض المتوسط.

وحالياً، لا يقع مركز الزلزال في المنطقة الأكثر نشاطاً في المغرب. ولكن هناك الأطلس الكبير، وهي سلسلة جبال عالية إلى حدّ ما، ممّا يعني أن التشوّه (التغيير) لا يزال يحدث حتى اليوم. إذ أنّ هذا النوع من الزلازل هو الذي أدى إلى صعود جبال الأطلس الكبير.

● هل هو شبيه بزلزال تركيا؟

في تركيا، كانت هناك حركة أفقية، إذ أنّ تركيا تتحرّك بشكل أساسي باتجاه الغرب، أي أنها “تتحرك” نحو اليونان. وهناك انزلاق أفقي للصفائح. وهنا (في المغرب)، نحن على نقطة التقاء بين أفريقيا وأوراسيا أو أيبيريا، الجزء الإسباني، وعلى الصدوع المتداخلة. وترتفع تضاريس الأطلس الكبير على الجهة الأمامية إلى الشمال. لكننا لا نزال في سياق حدود الصفائح.


◙ حتما ستكون هناك هزات ارتدادية، وحتى لو كانت أقل قوة، فإنها يمكن أن تؤدي إلى انهيار المباني التي أضعفها الزلزال
● ما الذي يفسر عنف الزلزال؟

علينا أن نرى مدى قوة الزلزال. لقد وصل إلى 6.8 أو 6.9 درجات، وهي قوة شديدة إلى حدّ ما. ومن الواضح أنّها تهزّ المنطقة بشكل كبير.

ثم هناك العمق، ففي البداية تمّ الإعلان عن حوالي 25 – 30 كيلومتراً، ولكن يبدو أنه سيصل إلى حوالي 10 كيلومترات. وكلّما اقتربنا من السطح، كلّما كان تأثير التصدّع أكبر. لقد عايشنا ذلك في فرنسا في العام 2019 في منطقة تيل في أرديش (جنوب). كان زلزالاً “صغيراً”، لكن بما أنه وقع على عمق كيلومتر واحد، فقد أحدث اهتزازاً كبيراً.

● هل يجب الخشية من الهزّات الارتدادية؟

ستكون هناك حتماً هزّات ارتدادية، وحتى لو كانت أقل قوة، فإنّها يمكن أن تؤدّي إلى انهيار المباني التي أضعفها الزلزال.

وعادة، هناك ميل للقول إنّ الهزّات الارتدادية تكون شدّتها منخفضة، مثل “شقوق” صغيرة. عليك أن تفكّر في الأمر على أنه شريط مطاطي كبير قمت بسحبه، وانكسرت قطعة منه. لكن في تركيا، أدّى زلزال إلى آخر. يمكن أن يؤدّي التصدّع الأول، من خلال التأثير المتسلسل، إلى صدع آخر، ممّا يعني أنه يوجد أحياناً خطر حدوث زلزال أقوى بعد الزلزال الأول.

● هل يمكن التنبؤ بهذا النوع من الأحداث؟

لسوء الحظ، لا يمكن التنبؤ بأيّ شيء. نحن نحاول تقدير فترات التكرار اعتماداً على قوة الزلازل المختلفة؛ ولكن بعد ذلك يمكن أن يكون السلوك فوضوياً، بحيث يحدث زلزالان قويان في فترة قصيرة ثم قد لا يحدث شيء لفترة طويلة.العرب

مواضيع مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى