قدَر..
قدَر
… رسائلك لم تزل مختومة
لم يفضّها شوق.
وعطرك المهرق على الورق
لم يستثر الأنثى في أصابع اللهفة.
دموعك التي بللت جيب ساعي البريد
لم تحرك شغاف الحنين.
المسافة بيني وبين الطاولة باردة
ولا نيّة للتواطؤ من قِبل الريح.
إنه قدَر الرسالة!
كما كان للورد قدَر
وللحب قدَر.
وقدَر البدايات
عندما ينهيها قدَر.
ألم تكن هذه شماعتك
وأنت توضّب أعذارك،
وأنت تحزم حقائب السَفر؟
لقد حفظتُ دروسَك
عن ظهر قلب
وعن ظهر ألم.
رددتُها عشرين وجعًا
دمعة… دمعة
خيبة… خيبة
فأنا تلميذتك النجيبة
مذ كانت قصائدك تداعب خجل ضفائري
وضحكتي تتسلق أسوار عيونك
تطاول في الحب براءتي
عنفوان قامتك.
مذ كانت أحلامي تستند إلى كتف حضورك.
وقبل أن أتعلم السير دونك
والحب دونك.
وبعد أن أعادتك شجونُك
إلى محطة الوداع
تبحث عن يدي…
عن صوتي وأنا أردد:
“ابقَ معي”.
أتحسَبني لا زلتُ هناك؟
يا لظنونك!
لقد كبرتُ بما يكفي
ولم يعُد الوقت يتسع
لنظرة للوراء.
وقد أحببتُ بما يكفي
أن أضع – دون رجفةٍ-
شاهِدًا على صورتك.
لكنني لا زلتُ تلميذتك النجيبة
فما زلت أؤمن بالقدر.
وقدر رسائلك أن تظل على الطاولة
ما شاء الله لها من صَبر
وما شئتُ لها من عُمُر.
صوفيا الهدار