زيارة الأمين العام لمجلس التعاون إلى عدن: محاولة لرأب الصدع داخل “الشرعية” أم رسالة دعم للعليمي
تحرك خليجي لرأب الصدع الذي تعاني منه السلطة الشرعية في اليمن.
عدن – عدن اوبزيرفر:بدأ الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي جاسم البديوي، الخميس، زيارة إلى العاصمة اليمنية المؤقتة عدن وسط تساؤلات حول المغزى من هذه الزيارة وهل ترتبط بتحرك لرأب الصدع الذي تعاني منه السلطة الشرعية، أم أن الغرض من ذلك هو إظهار الدعم الخليجي لمجلس القيادة الرئاسي وعلى وجه الخصوص رئيسه رشاد العليمي.
وهذه الزيارة هي الأولى للأمين العام لمجلس التعاون منذ سنوات، وقد كان في استقباله محافظ عدن أحمد حامد لملس قبل أن ينتقل إلى قصر معاشيق حيث التقى برئيس مجلس القيادة الرئاسي، كما عقد اجتماعا مع رئيس الوزراء معين عبدالملك وعدد من أعضاء الحكومة.
تصريحات الأمين العام لمجلس التعاون عن “الوحدة” وعدم إتيانه على ذكر القضية الجنوبية يشكلان رسالة سلبية
وتأتي زيارة البديوي في ظرفية حرجة تمر بها السلطة الشرعية في اليمن على وقع انقسامات بين مكوناتها حيال إدارة العملية التفاوضية مع جماعة الحوثي، فضلا عن رفض بعض هذه المكونات الإنصات إلى نبض الشارع الجنوبي المطالب باستعادة دولته بعد أن ثبت على مدى العقود الماضية فشل تجربة “الوحدة” التي فرضت بالقوة في تسعينات القرن الماضي.
وبحسب وكالة الأنباء الرسمية “سبأ”، فقد وضع العليمي خلال اللقاء البديوي والوفد المرافق له بقصر معاشيق الرئاسي، في صورة التطورات اليمنية، والمستجدات المتعلقة بجهود الوساطة التي تقودها المملكة العربية السعودية لتجديد الهدنة والبناء عليها لإطلاق عملية سياسية شاملة تلبي تطلعات اليمنيين في السلام والاستقرار والتنمية.
كما تحدث رئيس مجلس القيادة عن خروقات وانتهاكات جماعة الحوثي، وتخادمها الصريح مع المنظمات الإرهابية، والضغوط الإقليمية والدولية المطلوبة لإنهاء المعاناة الإنسانية التي طال أمدها.
وأعرب العليمي باسمه وأعضاء المجلس والحكومة عن تقديره لموقف مجلس التعاون لدول الخليج، ووقوف الأمانة العامة إلى جانب الشعب اليمني، وشرعيته الدستورية، في مختلف المراحل، وصولاً إلى دوره الفاعل في مواجهة المخاطر التي تهدد الكيان اليمني، وهويته، واقتصاده الوطني عقب انقلاب الميليشيات الحوثية المدعومة من النظام الإيراني.
من جانبه، أكد البديوي على الموقف الثابت للمجلس في دعم الجهود التي تقودها الأمم المتحدة لتحقيق السلام الشامل في اليمن استناداً إلى المرجعيات الثلاث المتمثلة في المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرار مجلس الأمن 2216، وتنفيذ ما تبقى من بنود اتفاق الرياض.
ونوّه البديوي بالجهود التي تبذلها المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان بما يحفظ لليمن سيادته ووحدته وسلامة أراضيه واستقلاله، مؤكداً دعم دول مجلس التعاون لمجلس القيادة الرئاسي لتحقيق الأمن والاستقرار في البلاد.وشدد أمين عام مجلس التعاون على أهمية الشراكة الإستراتيجية بين المجلس والجمهورية اليمنية في المجالات كافة.
ويرى مراقبون أن تصريحات البديوي عن “الوحدة اليمنية” وعدم إتيانه على ذكر القضية الجنوبية يشكلان رسالة سلبية، خصوصا وأنه لا يمكن تجاوز هذه القضية التي تعد مفصلية عند أي حديث عن تسوية نهائية.
ويقول المراقبون إن تصريحات البديوي لا تؤشر عن وساطة قد يقودها لإنهاء الخلافات بين مكونات المجلس الرئاسي، بل هدفها إيصال رسالة ضمنية من عدن عن معارضة خليجية لتقرير الجنوبيين لمصيرهم.
ويلفت المراقبون إلى أن الزيارة في جانب منها أيضا دعم لتحركات العليمي في الداخل وترويجه لإدارات ذاتية للمحافظات الجنوبية، والتي من الواضح أن الهدف منها قطع الطريق على مشروع استعادة الدولة.
وكانت آخر زيارة لأمين عام مجلس التعاون الخليجي إلى اليمن قام بها الدكتور عبداللطيف الزياني، الأمين السابق ووزير الخارجية البحريني الحالي، إلى مدينة عدن جنوبي البلاد في فبراير 2015.
وجاءت زيارة الزياني في ذلك الوقت بعد أيام قليلة من تمكّن الرئيس اليمني السابق عبدربه منصور هادي من الوصول إلى مدينة عدن قادماً من صنعاء، كاسراً إقامة جبرية فرضتها عليه جماعة الحوثي التي سيطرت على العاصمة بقوة السلاح في سبتمبر 2014.العرب