كتاب عدن

الدفاع عن الحق والتاريخ والمستقبل واجب وشرف عظيم





/ صالح شائف

لقد فرضت الكثير من الظروف والعوامل نفسها على الجنوب وشعبه؛ أن يواجه الكثير من التحديات والمخاطر؛ والتي وضعته في دائرة التجاذبات والإهتمامات الإقليمية والدولية؛ على تعدد أهدافها وتنوع مصالحها ومطامعها؛ الأمر الذي أستوجب من شعبنا اليقظة والنهوض للدفاع عن نفسه وحقوقه الوطنية والتاريخية؛ وبما يمكنه من تحقيق غاياته وأهدافه الكبرى؛ والسير بثبات نحو المستقبل الذي ينشده ويليق بصبره وتضحياته.

فالجنوب اليوم لا يمارس غير حقه الطبيعي والمشروع في الدفاع عن وجوده وكيانه الوطني؛ ولا يعتدي على أحد؛ ولا يضمر العداء لأشقائه كما تحاول الكثير من الأطراف والقوى المعادية لشعبنا وقضيته الوطنية؛ وتعمل بكل الطرق والوسائل الخبيثة والدنيئة لإيصال هذه الإفتراءت للأشقاء في التحالف العربي؛ ومع الأسف الشديد هناك من يتماهى مع هكذا دسائس وأكاذيب دون النظر للحقائق؛ والإعتماد في كثير من الحالات على المخبرين وكتاب التقارير المدفوعة الأجر؛ ولا يكلفون أنفسهم بالوقوف أمام دوافع وأهداف تلك القوى التي تقف خلف كل ذلك؛ فسيجدون بأنها المستفيد الأول من التشويش على علاقة شعبنا بكل الأشقاء؛ حتى تتمكن من تمرير مشاريعها المعادية ليس للجنوب فحسب؛ بل وللأشقاء بدرجة رئيسية؛ ولنا في تجربة ثمان سنوات من الحرب الكثير من الشواهد على ذلك.

كما أن تجربة السنوات الماضية كافية لإثبات مصداقية وصحة الموقف الجنوبي في تعامله مع الأشقاء في إطار التحالف العربي؛ وقدم الكثير من التنازلات المؤقتة خدمة لنجاح ( مشروع عاصفة الحزم ) رغم كل ما تعرض له من إساءات ومظالم وعدم تقدير لتضحياته ومحاولة تهميش قضيته؛ وإتباع سياسة الغموض الذي لم يكن يوماً مطمئناً لشعبنا بل ومصدر قلقه المشروع.

ولهذه الأسباب وغيرها الكثير؛ فإن الجنوب اليوم معني بالدفاع عن نفسه بقوة وبكل الطرق والوسائل الوطنية المشروعه؛ ولن تستطيع أي قوة مهما كان حجمها من منعه من هذا الحق؛ حتى لا يكون فريسة سهلة لأعدائه؛ وتحول دون بلوغه لهدفه الوطني العظيم والمتمثل بإستعادة دولته الوطنية الجنوبية المستقلة؛ بعد أن أثبت عملياً للجميع؛ بأنه لا يمارس أي شكل من أشكال العدوان على الأشقاء ولا يهدد مصالحهم؛ ولا يقف اليوم عائقاً أمام وضع الأسس الصحيحة لإقامة علاقات أخوية متينة معهم؛ وعلى أسس التعاون المثمر في كل المجالات وبما يعود بالنفع على الجميع؛ ويؤمن تنميتها في المستقبل وعلى قاعدة الندية وعدم التدخل في الشؤون الداخلية؛ وإحترام الخيارات الوطنية التي تعبر عن الإرادة الوطنية وتمثل رغبة وقناعة شعوبنا وبالطريقة التي ترتضيها لنفسها.

مواضيع مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى