شؤون محلية

صحيفة:قطر تبدي اهتماما بتعزيز حضورها في اليمن.. لكن بحذر



الحكومة اليمنية اليائسة تبحث عن مخرج لأزمتها الاقتصادية
تشكل التشابكات الحاصلة في الملف اليمني إغراء لقطر للعب دور متقدم على هذه الساحة، لكن الأمر لا يخلو من محاذير في علاقة بالسعودية وهو ما قد يفسر حالة التأني القطرية.

الدوحة -عدن اوبزيرفر: اتفقت الحكومتان القطرية واليمنية على تفعيل آليات التشاور السياسي واللجنة الوزارية المشتركة المجمدة منذ أحد عشر عاما، في خطوة تطرح تساؤلات حول ما إذا كانت الدوحة تعتزم تعزيز حضورها في الشأن اليمني، وهي التي لطالما كانت قريبة منه عبر دعمها لجماعة الإخوان وذراعها السياسية حزب التجمع الوطني للإصلاح.

وخلال زيارة له إلى العاصمة الدوحة التقى وزير الخارجية اليمني أحمد بن مبارك برئيس الوزراء القطري وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، حيث جرت مناقشة تفعيل اللجنة الوزارية المشتركة، وكذلك تفعيل آليات التشاور السياسي ومنح تسهيلات لليمنيين المقيمين في قطر.

وعلى خلاف اللقاءات السابقة والتي كانت تركز فيها الدوحة على دعمها للجوانب الإنسانية في هذا البلد، أكد سفير اليمن لدى الدوحة راجح بادي أن قطر التزمت بدعم بلاده على كافة الأصعدة.

وأوضح بادي، وهو قيادي في حزب الإصلاح، في تدوينة نشرها عبر حسابه على منصة “إكس” أن الدعم القطري سيشمل الجوانب “السياسية والاقتصادية والإنسانية”.

وقال السفير اليمني في تصريحات لوسائل إعلام قطرية إن الدوحة أصبحت دولة مهمة في الإقليم، وإن علاقتها باليمن متينة، وإن هناك حاجة إلى تعزيزها.

ويرى مراقبون أن زيارة بن مبارك هدفها على ما يبدو استطلاع رغبة قطر في دعم الاقتصاد اليمني الذي يعاني من أزمة خانقة، وبات عمليا على شفا الانهيار وهو ما يظهر بشكل جلي في أزمة انقطاع التيار الكهربائي لساعات في المناطق المحررة بفعل عجز البنك المركزي عن شراء الوقود.

ويشير مراقبون إلى أن أي دعم قطري سيكون مرهونا بمدى رغبة الدوحة في زيادة نفوذها في هذا البلد الذي يشهد زحمة أجندات داخلية وخارجية متضادة، لافتين إلى أن الدوحة في حال قررت توجيه أنظارها نحو المزيد من التدخل، فإنها ستحاول التماهي قدر الإمكان مع الدور الذي تضطلع به السعودية، في ظل محاولاتها لتعزيز التقارب معها وطي صفحة المقاطعة.

وتأتي زيارة وزير الخارجية اليمني إلى الدوحة عقب عامين ونصف من عودة العلاقات بين البلدين، بعد قطيعة استمرت ثلاث سنوات، إثر انحياز اليمن إلى جانب كل من السعودية والبحرين والإمارات ومصر في أزمة يونيو 2017، وإعلانها قطع العلاقات مع قطر.

وبالرغم من تعيين اليمن سفيرا فوق العادة ومفوضا لدى قطر أواخر نوفمبر من العام 2021، فإن الدوحة لم تبادله نفس الخطوة حتى اللحظة، لكن متابعين يرون أنه من غير المستبعد استئناف النشاط الدبلوماسي لسفير قطر لدى اليمن قريبا.

ولم تكن قطر على مر سنوات الحرب التسع ببعيدة عن الملف اليمني، حيث كانت حاضرة من خلال دعم جماعة الإخوان المسلمين وذراعها حزب الإصلاح، وقد فتحت الدوحة منابرها الإعلامية وبينها شبكة الجزيرة لقيادات الجماعة لتمرير رسائلها، والتي كانت في غالب الأحيان موجهة ضد غريمها المجلس الانتقالي الجنوبي.

ويعتقد متابعون أنه في ظل حالة المخاض التي تشهدها الساحة اليمنية وتشعب الصراع ببروز القضية الجنوبية إلى الواجهة، فإن الدوحة قد تفكر في تعزيز هذا الحضور من خلال بوابة الاستثمار والاقتصاد، مستغلة حاجة الحكومة اليمنية.

ويشير المتابعون إلى أن أي تدخل قطري سيبقى حذرا خاصة تجاه السعودية، صاحبة التأثير الأقوى في اليمن.

مراقبون يؤكدون أن أي دعم قطري سيكون مرهونا بمدى رغبة الدوحة في زيادة نفوذها في هذا البلد الذي يشهد زحمة أجندات داخلية وخارجية متضادة

وقال ماجد بن محمد الأنصاري مستشار رئيس الوزراء المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية، إن لقاء الشيخ محمد بن عبدالرحمن مع بن مبارك الذي يزور البلاد حاليا، تناول علاقات التعاون الثنائي بين البلدين، وآخر تطورات الملف اليمني، وخاصة الوضعين السياسي والإنساني.

وأضاف الأنصاري في الإحاطة الإعلامية الأسبوعية التي تنظمها الوزارة، أن رئيس الوزراء أكد خلال اللقاء موقف قطر الداعم للشعب اليمني، وعلى استمرار المساعدات الإنسانية المقدمة في مختلف المجالات، خاصة وأن قطر ملتزمة منذ اليوم الأول للأزمة هناك بدورها في إغاثة وإعانة الشعب اليمني، حيث دائما ما تؤكد موقفها الداعم لكل الجهود الإقليمية التي تفضي إلى تحقيق تطلعات اليمنيين وضمان وحدة البلاد.

ويقول المتابعون إن إشارة الأنصاري إلى “وحدة” اليمن تحمل دلالات سياسية عميقة لجهة معارضة الدوحة لرغبة الجنوبيين في تقرير مصيرهم، حيث تدرك الدوحة أن هكذا خطوة ستنسف أي نفوذ لها في الساحة اليمنية والذي يوفره الإخوان.

ويتصدر الإخوان في اليمن جبهة المعارضة لاستعادة دولة الجنوب، بعد أن فقدوا جل نفوذهم في شمال البلاد الذي بات تحت سيطرة الحوثيين.

ويرى نشطاء جنوبيون أن الإخوان يدافعون اليوم عن خيار “الوحدة المزعومة”، لأنهم خسروا الشمال، كما أن عيونهم على ثروات الجنوب والتي يضعون يدا عليها في حضرموت.العرب

مواضيع مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى