ادب وثقافة

كيف تخونُنا الأرضُ؟!

كيف تخونُنا الأرضُ؟!
لمَ ضقتِ بي ذرعًا، وصدّعتِ وجهَ الحقيقة؟!
إنّها الطّعنةُ الّـتي لم أنتظرْها يومًا.. فهل يُمكن للأمّ أن تفرّطَ بابنتها؟!
بالله عليكِ، هلّا أجبتني؟!
أنا الّـتي شممت ترابك، كلّما هممت بقبضتي ممسكةً بذراه، لأغرسَ في أنفَتي حبّك وحدكِ..
أنا الّـتي أتراقص متباهيةً بكِ هُويّةً في صدغي..
ظننتكِ صديقةً تؤويني في العراء، وتضمّدُ جراحي بخلوةٍ سرمديّة..
كيف سأثقُ بكِ ثانية؟! ومن ألومُ هذه المرّة؟!
تثاقلت أحمالُكِ، فحرّرتِها بلا سابق إنذارٍ، وحطّمتِ مواثيقَ السّكنِ والأمان..
كيف أصدّق أمًّا تجهضُ طفلَها بعد ولادتِه؟!
نعم، فأيّةُ جاذبيّةٍ تلك الّـتي باتت تشدُّنا إلى موتِنا المحتوم؟!
كيف تخونُنا الأرضُ، وتطيحُ بقدسيّة التّراب..؟!

ملاك درويش

مواضيع مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد ايضا
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى