عندما أُحِبُّ رَجُلاٍ غابة مطيرة
يندى قميصُ الشِّعرِ لو أتواجدُ فيكَ
بَلْ يندى اسمي، لو أسمعُهُ مِنْ فيكَ
وحيثُ الغابةُ /داخلُكَ، يَـتـألَّـهُ المَطَر
وحيثُ الفَلَاةُ /خارجُكَ، كفروا بالنَّدى
وكَمَا يلتحِفُ الرُّعاةُ بالعباءةِ الصَّوفيَّةِ
ألتحِفُ كُـلَّـكَ بالعُمْرِ الباردِ..
تسرحُ خِرافُكَ بحقلِ اعترافي، تلتهمُ العُشْبَ الشَّهِيَّ
أُجرّبُ أنْ أُبادِلَكَ السَّرَحَانَ الأشْهَى
أطلبُ مِنْ حوريَّةِ الشِّعرِ أنْ تجعلَنِي أنْـسَـلُّ إلى داخلِكَ
تطرِقُ جبيني بصولجانِها الزُجاجيِّ
أتهاوى أرضاً.. والأرضُ أنتَ..
أرتضُّ بكَتِفي، وَ رضَّةٌ أُخرى بكاحِلي
أتحاملُ على الوقفةِ وَسْطَ المُحيطِ الرَّطِب
أجدُنِي داخلَ غابةٍ مطيرةٍ لَمْ تصِلْها أقدامُ الشِّعر !
أتمشَّى بحواسٍ مِلؤها الدَّهشة وَ الحذر في آنٍ شاعر !
أجتازُ فساتينَ العابراتِ المُهترِئة، والعالِقة بفروعِ السَّرخسيات
أُسَلِّمُ على النباتاتِ النادِيَةِ، والمُنزويَةِ بالظلِّ مِنْ عاطفتِكَ
أقتربُ مِنْ نصفِكَ الأبيض – لجوزةِ هند مفلوقة تَوْاً –
أفوتُ بالدَّغلِ المُسَمَّى بأحزانِكَ، أراهُ كثيفاً على هضبةِ عُمْرِكَ
أُجرِّبُ مراجيحَ الآراءِ الخاصَّةِ بكَ،
أثِقُ بحِبالِها المشدودةِ بأشجارِ فِـكْرِكَ
أفزُّ على نَـطَّـةِ قردٍ مسؤولٍ عَنْ ظرافتِكَ
أتودَّدُ لسنجابٍ مسؤولٍ عَنْ دماثتِكَ
يا ربيبَ الغاب، يا صِنْوَ المَطَر
كَمْ بوصةً قياسُ المطر عِنْدَكَ، لو سَحَّ بغزارةٍ مِنْ غيمةٍ عِنْدِي ؟!
فعَلامَ أشجارُكَ الدائمةُ الخضرةِ لاتعترفُ بِـ اليخضورِ مِنْي ؟!
وتبقى أشجارُكَ تَـتَـشَـامَـخُ بِـعُـلُّـوٍ ساحرٍ،
حتَّى تُـنـاطِـحَ آفاقي الرَّحيبة..
ويبقى الطقسُ فيكَ دافئاً على مَدارِ السنة
رُغْمَاً عَنْ أمطارِي الهاطلةِ عليكَ أغلب شهورِ السنة
فقط لأنَّكَ غابةٌ استوائية بأقصى الأمازون مِنْ ذاكرتِي
غابةٌ تَـبْـتَـلُّ سِحْرَاً !
وَ أمْطَر !
30 / شباط / ألفين وَ أنتَ الغابة المطيرة
جوانا إحسان أبلحد
العراق / أستراليا