كتاب عدن

لماذا أوقفت سلطات عدن حركة البناء والإعمار في المدينة؟




باسم الشعبي
هذا السؤال الكبير هو خلاصة أسئلة واستفسارات عديدة طرحها علي الكثير من المواطنين بينما كنت في زيارة لمناطق مختلفة في مديرية البريقة خلال اليومين الماضين، لقد شهدت مناطق مختلفة في عدن كانت إلى ما قبل سنوات قليلة عبارة عن صحاري وخبوت، نهضة معمارية كبيرة،وعلى سبيل المثال منطقة بئر احمد التابعة لمديرية البريقة،التي أضحت اليوم مدينة تعج بالحركة والحيوية بعد أن ظلت لعقود طويلة عبارة عن قرية صغيرة معزولة في أقاصي عدن الشمالية.
لكن الشي المهم أن حركة البناء توقفت منذ سنوات في بئر احمد والمناطق المجاورة لها، رغم وجود الأرض الواسعة، وامتلاك المواطنين لأراضي مخططة ومرخصة من الجهات الحكومية، ومن مشيخة العقارب الجهة المالكة لكثير من الأراضي الواسعة هناك بوثائق مثبتة لا تقبل الشك، سعت المشيخة على توثيقها لدى الجهات الرسمية وتخطيطها بصورة مدنية وحضرية وصرفها للشباب من مختلف مناطق البلاد لمساعدتهم على حل أزمة السكن وإخراجهم من دوامة الإيجارات الشهرية المتعبة.
اذن لماذا تمنع سلطات عدن البناء في هذه المنطقة، أليس حركة البناء والإعمار مصدر من مصادر الإيرادات المالية لخزينة الدولة، أليس البناء والإعمار يساعد على توظيف الايادي العاملة من الشباب وغيرهم ويشكل مصدر دخل للكثير من الأسر، أليس الاعمار والبناء سنة من سنن الله في الأرض والكون، وقد حث الله على ذلك في القران الكريم، ودعا انبيائه ورسله لإعمار الارض الذي على أساسه تقوم الأمم والحضارات وتستمر الحياة بالحركة والازدهار.
لا ادري من هو صاحب فكرة ايقاف البناء والإعمار في عدن، وجعلها مسالة معقدة تحتاج تراخيص حتى في أدق التفاصيل، نحن مع تنظيم المسالة وإخضاعها للقوانين المعمول بها، ومحاربة العشوائيات التي تخل بمظهر المدينة وبالذوق العام، أو الاعتداء على حق الدولة أو الغير، لكن أن يمنع البناء بصورة كاملة، أو تخضع العملية لتراخيص مجحفة حتى فيما يتعلق بشراء البلك والكري والاسمنت وغيرها، فهذا والله لأمر مشين وغريب لم نسمع به في الجنوب أو اليمن من قبل، ولا حتى في أي بلد في العالم.
تريدون إيرادات لخزينة الدولة خذوها بالمعقول والقانون، اما هذا التهباش والسلوك الغريب، والله إنه عيب في حقكم وفي حق البلد المنكوب بكل المصائب كبيرها وصغيرها.
تصوروا أحد المواطنين استوقفني في شارع بئر احمد قائلا: يا صحفي منعوني من بناء مطاف فوق بيتي كنت أريده ساترا لاسرتي عندما تطلع إلى سطح المنزل خصوصا في ظل هذا الحر وانقطاع الطاقة المتواصل، قالوا ممنوع وسوف نسجنك اذا فعلت ذلك.
لماذا يحدث ذلك وما الهدف من مضايقة الناس والتنكيد عليهم بهذه الصورة البليدة والغريبة، هل هناك أسباب خفية لا نعلمها، اجيبونا أن كان عندكم ما يفيد ويجيب على تساؤلات الناس القلقة ؟
نوجه الدعوة للسيد محافظ العاصمة عدن احمد حامد لملس، ولوزير الاشغال العامة، والجهات الأمنية بما فيها كتيبة حماية الأراضي بقيادة العميد كمال الحالمي، سرعة معالجة هذا الموضوع، وإيجاد حلول معقولة يقبلها العقل والمنطق تساعد الناس على استئناف عملية البناء في أراضيهم وفوق منازلهم، مادامت المسألة قانونية والملكية الشخصية قانونية دون تعقيدات أو اعذار واهية.
أما بالنسبة للخدمات من كهرباء ومياه، وما يشكله عليها البناء من ضغط، فهذه مسألة تحتاج تخطيط سليم وعقلاني لا يكون بمنع البناء والإعمار، وانما بتحسين مستوى الخدمات بإيجاد حلول ناجعة لها وحقيقية، وهذه الحلول لن تتوفر الا بوجود سلطة حقيقية ووطنية تعمل مع البلد والناس في المقام الأول، ومحاربة الفساد والفوضى اللذان يلتهمان الكثير من خيرات وأموال البلد، والتي كان باستطاعتها حل كافة المشكلات الخدمية والاقتصادية والتنموية وغيرها، ليس من اليوم وانما منذ زمن بعيد.

مواضيع مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى