“فرعون” ياسمين و”خرفان” رضوى.. إعلاميات يستخدمن الجنسين لأغراض الشهرة
عدن اوبزيرفر-متابعات
خاضت العديد من الإعلاميات في الوطن العربي معارك شرسة على شاشات التلفاز ومواقع التواصل الاجتماعي، حيث تركّز الجدل بينهن على حقوق الرجل والمرأة، والدفاع عن الطرفين بشتى الوسائل.
تحت وصف الرجل بـ”فرعون” استخدمت الإعلامية ياسمين عز التي تطل من نافذة برنامجها “كلام الناس” على شاشة “mbc مصر”، نفوذها الجماهيري لإمداد الرجل بسطوة أوسع على المرأة، بينما وقعت في المصيدة الإعلامية الشهيرة رضوى الشربيني مقدمة برنامج “هي وبس”.
اشتهرت الشربيني بمناصرتها للمرأة، من خلال برنامجها الاجتماعي، واستعراض حالات من الفشل العاطفي لدى السيدات، وكانت على غرارهما الإعلامية الأردنية نادية الزعبي، التي تمكنت من حصد ملايين المشاهدات عبر حسابها على تيك توك، من خلال نشر مقاطع قصيرة من برنامجها “صح صح” المعروض على قناة أردنية، والتي تناضل من أجل تمكين المرأة مجتمعياً.
وكانت الشربيني قد كتبت على صفحتها عبر “فيسبوك” منشوراً أثار غضباً واسعاً بقولها: “مش فاهمة ليه البنات ما بتحبش تاكل لحم الخروف، بس بتحب ترتبط بيه؟”، ما دفع إدارة قناة “سي بي سي” إلى تحويلها للتحقيق.
“الشهرة” الهدف الأسمى
وبالرغم من خوض الإعلاميات مجابهة جماهيرية واسعة لإنصاف الرجل أو المرأة، تساءل العديد عما إن كانت هذه المحاولات لغايات الشهرة وحصد الإعجاب على مواقع التواصل، في وقت تسود فيه محاولات الشهرة لدى الكثير من الإعلاميين، الذين تغير دورهم لمؤثرين.
تجيب الخبيرة في مجال العلاقات العامة والاتصال ندى جابر عن الهدف الرئيسي الذي يضع الإعلامية في مصيدة الحكم عليها من قبل الجمهور، وتصنيف توجهاتها بالنسوية أو الذكورية، قائلة: “تعبير الإعلاميين مؤخراً عن آرائهم عبر منصات التواصل الاجتماعي، أو من خلال وسائل الإعلام، هدفه الحشد الجماهيري”.
وتضيف جابر لـ 24:”توجيه الرأي العام من خلال وسائل الإعلام، فيه نوع من لفت النظر، وهذا أصبح ملاحظاً من قبل الكثير من الإعلاميين”.
وتصف جابر الأمر ببساطة قائلة: “نحن في زمن المؤثرات اللواتي أصبحن أشهر من الفنانات”.
مصالح مشتركة بين القناة والإعلامية
وبحسبها فإن “العملية تبادلية بين الإعلامية ووسيلة الإعلام نفسها”، موضحة “وسيلة الإعلام نفسها تستفيد من الإعلامية المؤثرة بكونها تحقق صدى أوسع، ومشاهدة أكبر للقناة، وأيضاً الإعلامية تحصل على نافذة أوسع للتعبير عن أفكارها”.
وترى جابر أن “هذه الظاهرة تتنامى يوماً بعد يوم، لأن توجه الإعلاميات لاستغلال ظهورهن الإعلامي، يمنحهن القدرة على خلق جماهيرية أوسع لآرائهن وأفكارهن”.
وتتحدث جابر عن السبب الذي يحفز الإعلاميات للجوء إلى تبني وجهات نظر الدفاع عن قضايا المرأة أو الدخول في مواجهات مع الرجال، وهو “زيادة أعداد المتابعين وخلق حالة جدلية حولهن”.
من جانبه، قال خبير علم الاجتماع أحمد مجدي حجازي: “وجهة النظر العلمية أنه إذا كانت هناك تفرقة بين الرجل والمرأة فيجب أن تُبنى وفقاً للمنطق العقلاني”.
هل المرأة مظلومة مجتمعياً؟
ويكمل حجازي لـ 24، حيث رصد المتغيرات التي أسلفت شعور المرأة بالظلم مجتمعياً بقوله: “تعود فكرة دفاع المرأة عن جنسها إلى قديم الأزل، إذ إن التاريخ مجّد دور الرجل على جميع الأصعدة، حتى باتت المرأة تشعر أنها في منافسة دائمة معه”.
ويعتبر حجازي “أن التعامل بين الرجل والمرأة، أو التعامل بناء على النوع الاجتماعي، يجب أن يقوم على أساس التكامل لا التنافر”، مضيفاً “هناك محاولات من رد الفعل أبدتها المرأة تجاه الرجل، أسهمت بدعم إعادة إنتاج هيمنة الرجل عليها”.
ويقول: “إن كان هناك انحياز فكري لدى المرأة أو الرجل تجاه بعضهما، عليه أن يُبنى على أساس راقٍ، يقوم على الملامح الإنسانية التي تنطوي على دور الرجل والمرأة بالأساس”.24