ضرورة الإهتمام بإتحادات الإبداع والتنوير وصناعة الرأي العام
/ صالح شائف
شكلت عملية إعادة بناء المنظمات الجماهيرية الجنوبية؛ أكانت ذات الطابع النقابي أو المهني؛ أو تلك التي تحمل المحتوى النوعي المتميز؛ كإتحاد أدباء وكتاب الجنوب وإتحاد الصحفيين والإعلاميين الجنوبيين؛ وإتحاد الفنانين الجنوبيين وغيرها؛ أهمية إستثنائية خاصة لجهة إستعادة الجنوب لمؤسساته وهيئاته الوطنية المختلفة؛ ولتعزيز دورها ومكانتها في المجتمع؛ فلابد إذن من دعمها ورعايتها وتسهيل أنشطتها لتعظيم دورها الوطني الهام في هذه المرحلة.
إن دور المنظمات الجماهيرية والإتحادات والمنظمات والجمعيات النوعية على تعدد مسمياتها ومجالات عملها وأنشطتها في المجتمع؛ يتطلب المزيد من الإهتمام وعدم التوقف عند عملية إستعادتها لكياناتها الجنوبية المستقلة؛ بل أن الأمر الجوهري من وراء كل ذلك هو إسهامها المنظم والمؤثر وبكل جوانبه الشعبي والرقابي النقابي؛ والحقوقي والتنويري القائم على تبصير الناس بحقوقهم والدفاع عنها؛ وبواجباتهم في هذه المرحلة؛ ليكونوا عند مستوى مسؤولياتهم الوطنية التي من شأنها تعميق الإنتماء لديهم وحبهم لوطنهم والدفاع عن حريته وحقه في إستعادة دولته المستقلة؛ وعن هويته وترسيخ مفاهيمها ومجالات حضورها في وجدانهم الذي ترسخ عبر حقب تاريخية مختلفة؛ مع ضرورة تنقية الموروث الشعبي مما علق به من شوائب وتشويه وتدخلات ممنهجة لطمسه ومحوه من الذاكرة الجمعية لشعبنا الجنوبي خلال عقود ثلاثة مضت من الإحتلال ( الشقيق ).
إن عملا إبداعياً ونوعياً منظماً ينبغي أن يبرز ويتسع من قبل إتحاد أدباء وكتاب الجنوب؛ ومعه وإلى جانبه إتحاد الصحفيين والإعلاميين الجنوبيين وإتحاد الفنانين ونقابة المسرحيين الجنوبيين وغير ذلك من تجمعات الإبداع والفنون المختلفة؛ وكلاً في مجاله وبصورة تكاملية متناغمة؛ فهذه الإتحادات والكيانات هي المؤهلة والمعنية بدرجة رئيسية بعملية النهوض الثقافي والأدبي والفني على تعدد مجالات الأنشطة والفعل الإبداعي؛ والذي من شأنه خلق حالة من التفاعل الوطني والمجتمعي الواسع؛ وكل هذا يتطلب من كل الجهات المعنية والمسؤولة تقديم كل أشكال الدعم المادي والمعنوي حتى يتمكن كل المبدعين من تقديم أفضل ما لديهم خدمة لثقافة مجتمعهم؛ فهي تشكل أحد أهم الروافع الوطنية؛ والتي بدورها تحمي وتحصن هوية وتراث شعبنا وتنميته؛ ولكي تتمكن هذه الإتحادات أيضاً من تقديم الدعم والرعاية والإهتمام بالمبدعين والموهوبين من جيل الشباب الجنوبي الجديد.
كما أن الإهتمام بعملية إستكمال البناء الهيكلي وإعادة تأسيس بقية المنظمات والإتحادات الجماهيرية المستقلة لأمر في غاية الأهمية؛ وفي المقدمة منها إتحاد المرأة الجنوبية وتوفير كل الظروف المساعدة لتمكين اللجنة التحضيرية من إستكمال بقية الخطوات والإجراءات لعقد المؤتمر وفي أقرب وقت ممكن؛ مع ضرورة الإستعانة والإستفادة من خبرات القياديات السابقات في إتحاد نساء اليمن ( الجنوبي ) الذي تأسس عام ٦٨م؛ لأن من شأن قيام الإتحاد الجديد تمكين نساء الجنوب من الحضور الفاعل والمنظم وإستعادة المرأة الجنوبية المكافحة لدورها التاريخي العظيم.