سيّدةُ الجسدَ البلّوريّ
جسدكِ النورانيّ جرّأني أنْ أتركَ الظلامَ الذي كنتُ فيهِ , تفاحتكِ الشهيّة أخرجتني مِنَ العبوديّةِ إلى مملكةِ الحرّية , لولا تفاحتكِ لبقيتُ عبداً ذليلاً , تفاحتكِ أخرجتني مِنْ سعادةِ الجنّة إلى قلقِ الجحيم , كلّما أسافرُ في تضاريسِ جسدكِ تحرّرَ تفكيري مِنَ القيودِ البالية , جسدكِ خلّصني مِنْ عزلتي ولوّنَ معتقداتي , كلّما أقتربُ منكِ أقتربُ مِنَ الحقيقة أكثر , للحقِّ أوجهٌ عديدة وأنتِ واحدة , كلّما أدنو منكِ أكتشفُ سُخفَ معتقداتي , كمْ كنتُ مغفلاً قبلكِ , لا سعادة إلاّ معكِ , لا إسرافَ ولا تبذيرَ في حبّكِ , لا اجتهادَ في جسدكِ , كلّما زادَ عشقي زادَ يقيني بأنّكِ فردوسٌ خالد , سرُّ الحياةِ يكمنُ فيكِ وحدكِ , تروّحينَ عن نفسي بهذا الهوى , كلَّ لذّةٍ تتناقصُ إلاَ لذّةُ حبّكِ تزدادُ يوماً بعدَ يوم , ما أحوجني إلى جمالكِ الحقيقي الذي لا يختفي ظلّهُ أبداً مِنْ روحي , جمالكِ هو الدفقةُ الروحية الغضّة , بنارِ العشقِ أُطهّرُ قلبي , التافهونَ لا يرونَ ما أرى مِنْ جمالكِ الديكتاتوريّ , خفّفي مِنْ سطوةِ جمالكِ ودعيني أُرخي ينابيعي توسّعُ حدقاتها وهي تحتويكِ , ثُقلُ جمالكِ لا تحدّهُ العيون , جمالكِ ما وُجدَ إلاّ ليُرسي قواعدَ الجمال في زمنِ التفاهة , حتى وإنْ أغمضتُ عينيَّ فإنَّ جمالكِ يتجلّى شامخاً في الروح , كلّما تبيضُّ عيوني مِنَ الحزنِ أُلقي قميصكِ عليها فيرتدُّ إليَّ البصر , ياااااااااااااااالهذا الشوق المرير ..!! .
بقلم : كريم عبدالله
بغداد – العراق