الحوثيون وتهميش تأريخ ذو الكلاع الحميري.
محمد عبدالله القادري
في توجه خطير لنشر الخرافة وتزييف التأريخ الإسلامي ، نشر الحوثيون مقطع فيديو يدعي أن شقاً كبيراً في جبل بمديرية حبيش محافظة إب ينسب للصحابي الجليل علي بن أبي طالب رضي الله عنه ضربه بسيفه عندما جاء محارباً لهذه المنطقة لنشر الإسلام.
شق كبير في جبل أوجده خلق الله مثل جبال كثيرة مشابهة ، لو قصفت الجبل بألف صاروخ باليستي لا يمكن أن يشق في الجبل بهذا الشكل.
اسم الجبل ضربة علي.
ضربة نسبةً لمسمى مضراب الأحجار وتقطيعها كون الجبل يحتوي أفضلية نوعية الحجر الصالح للبناء.
علي : نسبة لشخص كان يمتلكه يسمى علي.
جاء الحوثيون ليدعون أن الجبل يسمى علي نسبةً لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه الذي ضربه بسيفه وأوجد ذلك الشق الكبير فيه.
من نشرت ذلك المقطع بنت شابة تدعي أنها إعلامية إسمها أمة العليم الحبيشي.
نادراً ما تجد عندنا في حبيش ناشط أو إعلامي ، فكيف ظهرت هذه الإعلامية فجأة ولم يعرفها أحد.
الأمر الآخر لا يوجد أبداً عندنا في حبيش أسرة لقبها آل الحبيشي ، إنما يطلق هذا اللقب خارج المنطقة على بعض أسر هاجرت من حبيش.
ومن خلال لهجة البنت يتضح أنها من خارج إب وجاء بها الحوثيون لتصوير هذا المقطع.
لماذا أختاروا حبيش ؟
لأن فيها حصن شباع الذي كان يحل فيه آخر ملوك حمير ، وهو الملك ذو الكلاع الحميري الذي أسلم في عهد النبي عليه الصلاة والسلام وأتجه للقتال في صفوف المسلمين لنشر الإسلام.
ومحافظة إب وبعض محافظات جنوبية كالضالع ولحج وعدن وقيل أبين وشبوة ، كان يطلق عليها بلاد ذو الكلاع وكانت تتقسم داخلياً لعدة مناطق يطلق عليها مصطلح “بلاد” كمناطق وحيدة يطلق عليها هذا المصطلح ، ويبقى من أثار ذلك المصطلح بلاد الشعيبي في السبرة إب وبلاد الحيقي في لحج وبلاد القادري في حالمين وبلاد النسري وغيرها.
وجميع أهل هذه البلاد أسلموا في عهد النبي عليه الصلاة والسلام وذهبوا للإسلام بدون حرب واتجهوا للمشاركة في الفتوحات كما وقفوا مع الخليفة أبي بكر الصديق رضي الله عنه وشاركوا في مقاتلة الردة التابعة لعبهلة العنسي.
لم يصل علي بن أبي طالب رضي الله عنه لبلاد ذو الكلاع إطلاقاً.
وأسلموا جميعاً كما أسلم ذو الكلاع بدون حرب وليس على يد علي.
وظلت هذه المناطق تدين بالإسلام الصافي في عهد ما قبل المذاهب وقبل مجيئ الهادي الرسي والشيعة لمناطق الهضبة.
وظلت تتناقل موقع الحكم داخلياً ، إذ ظلت إب لفترة تتبع حكم حالمين الجنوبية المتمركز في وادي لقدور ثم الانتقال لجحاف في الضالع ، وهذا ما يعني أن محافظة إب جنوبية ، بل وكان آخر علامات ذلك حكامها ال با سلامة من حضرموت.
وما سبق دليل واحد فقط من عشرات الأدلة.
محاربة وتهميش تأريخ ذو الكلاع الحميري وتأرريخ عهد ما بعده الشامل لمحافظة إب والجنوب قبل مجيئ المذهبية تتم منذ زمن قديم ولا زالت ليومنا هذا ، وتتحد في محاربته الشيعة والقرامطة وجميع فرق الشيعة ، وأدعياء الولاية وآل البيت ، والعباهلة والقبلية الزيدية التي تحمل اليوم مسمى الأقيال المهتمة بتأريخ نشوان الحميري ذو المذهب والزيدي والمعتزلة.
يتحدون على محاربة تأريخ ذو الكلاع الحميري لأنه يمثل الإسلام الصافي السني ، ويجمع قبائل إب الأصليين والجنوب ويكشف أن إب كلها جنوبية قدماً وتأريخاً.