الحرب الروسية – الأوكرانية.. لماذا التركيز على خاركيف مؤخراً؟
عدن اوبزيرفر-متابعات:تشهد بلدات عدة في مقاطعة خاركيف شمال شرق أوكرانيا، عمليات عسكرية متصاعدة بين القوات الروسية والأوكرانية، حيث بدأت الأخيرة بعمليات إجلاء سكانها بعد تقدم الجيش الروسي.
في حين قالت روسيا، إن قواتها قصفت مواقع في محيط كوبيانسك بمقاطعة خاركيف، وحسّنت الفرق الهجومية التابعة لمجموعة المعارك الغربية مواقعها، على طول الطرف الأمامي للجبهة.
وتحت ضغط عمليات القصف المكثفة، بدأت السلطات المحلية في كوبيانسك بمقاطعة خاركيف، إخلاء 37 بلدة تقع بالقرب من الجبهة على الضفة اليسرى لنهر أوسكيل.
واستعادت القوات الاوكرانية منطقة كوبيانسك ومعظم منطقة خاركيف في هجوم مفاجئ شنته في سبتمبر (أيلول) الماضي، لكن موسكو لم تتحرك لتحقيق تقدم في المنطقة منذ ذلك الوقت.
وتعتبر خاركيف ثاني أكبر مدن أوكرانيا مساحة، ويتجاوز عدد سكانها قبل الحرب مليون نسمة، وهي أكبر مركز صناعي في أوكرانيا، ومركز هام للصناعات العسكرية الأوكرانية.
أهداف ميدانية
في اتصال مع 24 يرى المحلل السياسي أحمد السيد، أن “الاستماتة في السيطرة على خاركيف من قبل الجيش الأوكراني والروسي يعود لأهمية موقعها الاستراتيجي، كون كوبيانسك تقع في عمق القسم الشرقي لإقليم خاركيف”.
وقال السيد إن “أوكرانيا تقاتل للبقاء في هذه المناطق لأسباب عدة متعلقة بسير المعارك على طول خط الجبهة، أولها قطع خطوط إمداد الجيش الروسي من الشرق نحو الجنوب”.وأضاف “يتبع الجيش الأوكراني استراتيجية القتال في مناطق متباعدة على خط الجبهة مع القوات الروسية، لتحقيق أهداف إنهاك القوات الروسية، ومنع الحصول على الإمداد السريع برياً”، لافتاً إلى أن “روسيا تحاول التقدم بشكل متحفظ لتأمين المناطق التي تستطيع السيطرة عليها في خاركيف”.
وأشار المحلل السياسي إلى أن “روسيا تحاول دفع القوات الأوكرانية نحو الانسحاب من خاركيف، التي شكلت مؤخراً مصدراً لقوة النيران الصاروخية التي استهدفت لوغانسك ودونيتسك”.
تغيير تكتيكي
تقول صحيفة “وول ستريت جورنال” إن أوكرانيا غيرت من إستراتيجيتها في التعامل مع المعارك الميدانية ضد القوات الروسية، بعد أن تعثر هجومها المضاد، وبدء روسيا في عمليات للسيطرة على مناطق شرق أوكرانيا”.
وتفسر الصحيفة تغير النهج الأوكراني بلجوء كييف لعمليات أقل تكلفة بالنسبة لها، وأكثر تكلفة بالنسبة لروسيا، خاصة العمليات التي تستهدف القطع البحرية الروسية في البحر الأسود.
وبحسب ما نقلت الصحيفة عن محللين عسكريين، فإن “الطائرات المسيرة يمكن أن تغير طبيعة الحرب، بإجبار روسيا على تخصيص المزيد من الموارد لحماية موانئها وسفنها الحربية، وسفن الشحن التي تستخدمها لنقل الأسلحة والوقود والإمدادات الأخرى لجيشها”.
وأضافت “من المتوقع أيضاً أن تؤدي الهجمات إلى زيادة تكاليف الشحن والتأمين على السفن المتجهة إلى موانئ روسيا الحيوية على البحر الأسود، وتُظهر الطائرات من دون طيار قدرة كييف على الضرب خارج مسرح الحرب داخل أوكرانيا”.
وتقول الباحثة غابرييلا هيرنانديز، إن “أوكرانيا لم تحرز تقدماً كبيراً في الهجوم المضاد الذي شنته في وقت سابق من هذا الصيف، بهدف استعادة الأراضي التي دخلتها روسيا في وقت سابق من الحرب”.
وأضافت “تمضي العملية أبطأ مما كان متوقعاً، حيث اصطدمت القوات الأوكرانية بمواقع روسية شديدة التحصين وحقول الألغام، في حين سمحت الهجمات الجوية والبحرية بطائرات من دون طيار خلف الخطوط الروسية بفتح جبهات جديدة في الحرب، بينما يتحرك القتال ببطء في ساحات القتال الرئيسية”.