بين ضفاف الذّاكرة
على حجر لدغته أشعّة الشّمس الحارقة تستأثر بصلابته القاسية عبر الدّهور استراح الحلم استراحة محارب عتيد يتحرّر من قيد الإنتظار أتعبه اللّهاث خلف النّور وقد عميت عين السّراب سال كحلها الأسود المضمّخ بشتات التأمّل
وتعطّلت لغة التمنّي تفرغ سلال المنى من محتواها فينوح البريق يخبو رويدا رويدا يسترسل الرثاء عبر آه ممطوطة الحسرات لخاطرة تستذكر يوم كانت الأحلام براعم تنمو على أغصان العمر ترتشف كأس النور من فيحاء الشمس ومنية تغاصن الآفاق تستلقي على ظهر غيمة سارحة آملة تجهض غيثها المبشّر بغد أجمل تذر الأيّام قرابين في سلّة السّنين حين كانت الروح تسرج جوقة الحساسين تغرّد بغزارة المبتهج تخرق منافذ الرّياحين تلاقي ربيعها المحتوم عيون مصلوبة تفقس الأنجام طوابير على ضفاف نبضات تتدحرج على حشائش الهوى تثمل بجنون العاشق المتيّم كان للحياة طعم الجمال في فسحة العمر ما همّ لو ارتطمت الأماني بمطبّات الأرياح تفسد رياحينها ثمّة قلب عازف على أوتار التّفاؤل يسقي الدّروب نشوة الرحيق ، حفنة زمن الأعوام نراكمت هاربة من مطاردة الأمنيات تفرّ من أنامل العمر بينها وبين الأحلام مقعد يختزل الرجاء .
ريحانة العرب