الجنوب ليس مجرد جغرافيا أيها الجهلة
/ صالح شائف
هناك اليوم من ينظر للجنوب ويتعامل معه وكأنه مجرد جغرافيا؛ أو بقعة محددة على خارطة العالم؛ يمكنهم تعديلها وإستقطاع جزء منها ودمجه بجغرافية هذا الجار أو ذاك؛ إنها حماقة من يرغب بمحو الحدود التاريخية الفاصلة وتخطي حقائق الجغرافيا والتاريخ وعناق الزمان والمكان؛ فالجنوب ليس بقعة من أرض؛ بل هو تاريخ وهوية ووطن؛ ولوحة منقوشة بوشم العشق الأصيل والإنتماء المتجذر في عقول ووجدان الجنوبيين.
ولأن الأمر كذلك عند أبناء شعبنا الجنوبي العظيم؛ فإن كل المحاولات التي تستغل الأوضاع المؤقتة التي يمر بها الجنوب اليوم؛ والتي تستهدف كيانه وتاريخه وهويته الجامعة؛ وبطرق ووسائل عدة لم تعد بخافية على شعبنا؛ والذي سوف ينهض موحداً ويقاوم وبكل الطرق والوسائل الوطنية المشروعة كل خطط التآمر المفضوحة عليه وعلى مستقبله؛ فالجنوب لديه من الإرادة أقواها ومن العزيمة أصلبها وقد أثبت ذلك عملياً وفي ظروف ومحطات تاريخية عديدة؛ ولديه الإستعداد الكامل في مواصلة صبره وصموده؛ وتقديم كل أشكال التضحيات دفاعاً عن حريته وكرامته وكيانه الوطني الجنوبي أرضاً وإنساناً؛ فعلى ذلك يتوقف مصيره وحياته ومستقبل وجوده في هذه المنطقة من شبه جزيرة العرب.
فشعبنا في هذه الظروف لا ينشد غير إستعادة حقوقه المشروعة المغتصبة؛ وليس لديه أي نزعة عدوانية ضد أشقائه أو التعدي على حقوقهم؛ بل أن كل ما ينشده هو إقامة علاقات طبيعية متينة مع الجميع؛ وتنمية روح وأشكال التعاون المتعددة الأوجه؛ وتعزيز أواصر الأخوة والتعامل الأمثل الذي تفرضه قواعد حسن الجوار؛ ولا يطمع بأكثر من التعامل معه على هذه الأسس التي تصب في مصلحة الجميع؛ وتفتح الآفاق لتعاون أوسع وأشمل في المستقبل.