لمئوية فقيدنا الكبير أحمد ناشر حسن.
كتب/احمد عبد اللاه
في رحيلك نودع نجماً ساطعاً، وقائداً سياسياً وميدانياً فذاً، أيها النبيل الرمز، ابن جحاف الشامخ حيث يلقي السحاب مراسيه، ابن الضالع الأبية، إبن الجنوب الحر من وضع حياته ثمناً لحريته وخلاصه.
كيف سيكون الجبل من بعدك أيها الراحل وقد ألِفَ عودتك بعد كل غياب وكيف يلملم ظلك المنثور على القمم والمنحدرات والاودية والسهول البعيدة وكيف تهدأ الفصول وقد سجَّلَتْ خطاك وراكمتها منذ أن وضعت اقدامك الصغيرة ذات يوم في ساحة المدرسة، وأنت تلميذ في مقتبل العمر لا ترى من وطنك سوى أبجدية موزعة بين عفوية الصخر وغيمة تموز وسنابل الأرض، ومروراً بساحات التعليم والنضال والقيادة حتى رَمَتْ معاطفها الجبال ووضعتك في برزخ الراحلين إلى ابديتهم الخضراء.
لك هنآك رحلة عمر وضعتها في جدلية شاقة وعسيرة بين الأحلام الكبيرة وحال البلد الذي تناوبته المنعطفات وأجبرته أن يساكن جرح حاضره النازح من رحابة الفكرة إلى ضيق الواقع ومن الخيال الملحمي إلى الأغاني المختطفة. لكنك ومن أجل غد آخر وهبت كل شيء واستبقيت لروحك وهج الحلم تطارده ويطاردك تدركه ويدركك، تؤهله للواقع والحياة و يؤهلك للعطاء والتضحية،