متجر القطط
قراتُ عن متجر القطط في بلدِ الجوع و التعب، المُتعَبِ من بهرجات ٍ و من مثالية الخُطَبِ تعلو بالحضيضِ إلى أعلى الرُّتَبِ و تهوي بأصحابِ الضمائر إلى أسفل النَّعلِ.
رأيتُ اليومَ تحت قبّةِ الشمس عيونَ الجياع ترنو إلى كسرة خبزٍ مرميّةٍ في حاويةٍ تهافتَ عليها فقراء شعبي ، يصلّون لسماءٍ أقفلَتْ الرمش و الهدبِ على إيقاعِ غانيةٍ تهزُّ بخصرها كراسي النفاق و النهب .
ادرتُ بصبرٍ رحابة صدري اواسي الحزانى بدموع قهري على وطن الخير و الحُبِّ و الشِّعرِ ، و قد تخطىّ اليأس حدود الأمل بالفَرَجِ . أبكي و أبتسم ، أنقّل طرفي بين صنوان الحقيقة و سُحُب الوهم .البارحةُ أهدينا عطايانا لكل منكوبٍ في بلاد العرب، و اليوم نستجدي رشّةَ كبرياءٍ على حقولنا من الزيتون و القمح.
ما هكذا تُدار حضارات زنوبيا و فينيق يا أرباب الفساد و صنّاع البؤس .
حنونةٌ انا ، أخاف أن أوقظ الندبات في جروح الخلائق، رأفةً رضعتها ايام كنتُ في المهدِ ، لكن براكين الحرمان جفّفَت ضروع شفقتي على من ليس آدميّ الجنس.
الباقون يعيشون فطرتهم ، على الأرائك أو في الحدائق و الغابات ، لا فرقٍ. وحدهم الآدميون بنوا القصور و المعتقلِ . أهداهم الخالق نعمة العقل و عزيمة الفعل.
كلنا ارواحٌ جديرون برغد العيش ، لكن الله اصطفانا بمسؤولية الكون و نقمة العبث.
بقلم : لينا قنجراوي