قيادات حوثية ستنضم للثورة في صنعاء.
محمد عبدالله القادري
عدد كبير من قيادات حوثية أو تعمل مع الحوثي ، من مدنيين وعسكريين وغيرهم ، يستعدون للنزول للشارع والإلتصاق بثورة جماهيرية شعبية عبر ساحات احتجاجات دائمة حتى اسقاط الحوثي ، فقط ينتظرون الخروج الشعبي وكسر حاجز الخوف ، وسيعلنون انشقاقهم وانضمامهم واحداً تلو الآخر وبشكل جماعي.
هناك تواصلات داخل حلقات متعددة ، بين عدد من أعضاء مجلس نواب وشورى ووزراء وعسكريين ومثقفين وقيادات قبلية وغيرها ، والجميع مقتنعون ومستعدون للإنضمام لثورة جماهيرية بعد خروجها للشارع ومناصرتها ولا يهمهم المصير ولا النتائج أياً كانت.
الثورة الشعبية في مناطق الحوثي قادمة لا محالة ، الموظفون المطالبون بالراتب ، والعاطلون المطالبون بعمل ، والجائعون المطالبون بلقمة عيش ، وجميعهم جائعون وكل الناس أصبح لديه ثأر مع الحوثي ، أهانهم وأذلهم وأستبد بهم جميعاً ، كل القبائل لديها ثأر ، قام بقتل عدد منهم وفجر منازل واعتقل وسجن وشرد أعداد أخرى ، بالإضافة إلى صراع الأجنحة الحوثية وخلافات الأسر الداخلية والخلافات المناطقية بين جناح صعدة وصنعاء ، كل هذه ستفضي إلى ثورة وتوسع دائرة الانضمام إليها.
لن يستطيع الحوثي كبح جماح الثورة الشعبية مهما فعل ، إن قام بالقتل كم سيقتل ، وإن توجه للإعتقال كم سيعتقل.
أصبح الجائع يفضل الموت وهو في مواجهة من قام بتجويعه على أن يموت جائعاً في منزله ، ويفضل الدخول للسجن على أن يظل طليقاً جائعاً ، ففي السجن سيجد قليل من الغذاء ولو كان رديئاً بينما لم يجد لقمة عيش في خارجه.
يرى الحوثيون أن الثورة الشعبية الداخلية أخطر عليهم من تقدم التحرير العسكري ، حيث ستقوم بالإقتصاص منهم بلا رحمة ولن تبقي لهم حياةً ولا تذر ، ويرون أنها ستتطور من احتجاجات جماهيرية واعتصامات إلى مواجهة مسلحة ، ولا يستطيع المجتمع الدولي الوقوف ضدها وإيقافها ، بل سيضطر لإدانة الحوثي إذا قام بقمعها ، أي ستنجح سياسياً على مستوى الجانب الدولي ، على خلاف التقدم العسكري الذي سيكون لديه أخلاق الحرب وتوفير الأمان لهم والتعامل القانوني معهم.
بالرغم من كراهية الناس وبغضهم لموضوع الخروج للشارع بسبب نظرتهم لفوضى الربيع العربي الذي كان سبب ما حدث ، إلا أنهم يرون أن الخروج ضد الحوثي اضطراري كثورة مضادة تقضي على كوارث تلك الفوضى وتعيد الوضع إلى حالة الدولة والاستقرار والأمان ولا يهم من سيكون الحاكم وليس شرطاً إعادة من كان يحكم قبل أحداث عام 2011.
وهذا الكلام ليس كلامي ، وإنما كلام الناس في مناطق سيطرة الحوثي ، ومن لم يصدق فليذهب ليستطلع رأي الناس.
أعرف ذلك جيداً ، إلى قبل عام وأنا في مناطق الحوثي معتقلاً في السجون ومشرداً خارجها ، كل من سألته من المواطنين عن ما يسمى بالربيع العربي يرد بالإستياء وينسب إليه سبب ما حدث بما فيهم شخصيات شاركت في المظاهرات والإعتصامات اعترفت ان ما فعلوه كان خطأ قاد إلى هذه الكوارث ، وأن الذين استطاعوا إجبار النظام على التخلي عن السلطة عجزوا عن حماية الدولة في صنعاء من الحوثي.
99% من المواطنين في مناطق الحوثي يعللون سوء ما يحدث حالياً كنتائج لأحداث الربيع العربي ، ويؤكدون أن ثورة 21 سبتمبر الحوثية عام 2014 ولدت من رحم ثورة 11 فبراير عام 2011 ، ويرون الحل بالقضاء على الحوثي والانتقال لمرحلة جديدة وإغلاق عهود ومراحل كل ما سبق مع الأخذ في الأعتبار دروساً عدة حتى لا يتم إرتكاب أي من الأخطاء السابقة مستقبلاً.
الناس في مناطق الحوثي يهمهم التخلص من الحوثي بأي طريقة ، وهم مع من سيقضي على الحوثي كائناً من كان.
وثورتهم ضد الحوثي ليست ببعيدة ولا بمستبعدة ، فما يعانونه سيقود إلى ذلك ، وليس بعد الكبت إلا الأنفجار.
والحق يبدأ في آهات مكتئبٍ
وينتهي بزئيرٍ ملؤه النقمُ.