عصام خليدي
يعد عميد الإعلام الرياضي فقيد الوطن عيدروس عبد الرحمن قيمة أدبية ورياضية إعلامية (عزفت) بأناملها أعظم سيمفونيات وملاحم عوالم وتفاصيل معشوقة العالم الأولى كرة القدم أبحر في سبر أغوارها بحنكة وفطنة ومهارة وإقتدار وبرع في غزل حروف مقالاته المتقدة المتوهجة والمرصعة بجواهر الحدس الإبداعي والملكات اللغوية والإسقاطات المجازية الفذة التي أصبحت (عناوين لتكهنات وأحداث هامة) والقاب كروية مطابقة لأسماء تألقت في عطائها الرياضي الإبداعي وأصبح يشار اليها بالبنان وصارت رموز رياضية كبيرة باسقة شهدتها ملاعب كرة القدم محلياً وعربياً ودولياً ..
بل أنه أيضاً وشم في ذاكرة ووجدان الجماهير الرياضية ودون على صفحاتها أروع وأنصع وأزهى القلادات التي حملت بين دفتيها عناصر الزمان والمكان وأرشفت ووثقت تاريخنا الرياضي المعاصر ..
وفي واقع الأمر وكما هو حال العظماء المبدعين أمثاله ترك هذا الطود الشامخ الباسق عيدروس عبد الرحمن في زاوية مظلمة (خليك في البيت) بسبب (مواقفة الثابتة) التي لاتحيد عن جادة كلمة الحق والصواب في زمن أربابه المنافقين والأدعياء المتسلقين المتدلسين ماسحي الأحذية ..؟!
ومن دا الذي يجرؤ على مواجهة العملاق عيدروس عبد الرحمن صاحب (قوة البيان وبلاغة التبيان) لذلك كان نصيبه وافر من التهمييش والتغييب والمعاناة التي أصابته (بمقتل) وهو لازال حاضر الذهن سريع البديهة قوووي المنطق والحجة ..
لروحه الطاهرة العطرة السلام ..
قلماً وإنساناً زاهداً متعففاً قلما يجود بمثله الزمان .
