عرب نعتز بهويتنا الجنوبية ولن نكون ابدا ذبيحة للقرابين
بقلم: سعيد أحمد بن إسحاق
إن الجنوب العربي يطالب وجودا عربيا يوازن الوجود الأجنبي وخاصة إيران؟ أنسيتم الجنوب العربي ودوره؟ فإن طوي إسمه من قبل المتحزمون بالحزبية وبالفكر الاشتراكي، فهذا ليس ذنبه،فما اليمننة التي فرضت عليه إلا من فرض عليه الانصياع بالقوة حينها
إنكم تعلمون ذلك جيدا.. فتلك فترة مرت على العالم العربي وليس الجنوب وحده وإن اختلفت أزمانه وتعامله وأسماؤه ودرجة مرارته.
إن عالم اليوم ليس كسابقه فقد طويت صفحة الماضي بحلوه ومره وأحرقت أوراقه، وظهرت صيغ جديدة وآلية مختلفة عما كان سابقه فأصبح العالم كما يقولون قرية صغيرة، إذن ياعرب عليكم بعد السقوط ان تتعاملوا مع المعطيات الجديدة بجدية أكثر حتى لا تصبحوا بضاعة رخيصة وفريسة للطامع فيكم، فلا تتركوا الجنوب العربي وحده تتقاذفه الامواج وتصارعه الأعصار تتناوب عليه الرياح من كل جانب.. فشيئا من الوفاء في محنته، فإن ضاع الجنوب العربي، فلا جامعة عربية ولا صرح بعد ضياعه يقام، ولا بالمحافل لكم فيها مقام، فالجنوب لكم باب.
إن باب المندب اليوم مفتوح للصراعات الدولية فهيهات هيهات لايران ان تترك مضيق هرمز إن سقط بيد واشنطن ولكم ان تتخيلوا كيف يكون حينها حالكم وشأنكم بالحياة أو بالقرية الصغيرة مكان كما يقال.
إن الجنوب العربي في ظل التفريخات وتوقيعات الشرف المتعددة وفي عدة أماكن متفرقة كما شاء القدر، فهذا يدل ان أبناء الجنوب أمام متغيرات وتحولات مفروضة من جانب قوى خارجية في وجود عوامل داخلية مفروضة، فكيف يكون التعامل ياأبناء العروبة حينها؟ هل تتركوها كما تركتم العراق وليبيا؟ فماذا أستفادت منها الأمة، غير اللجوء والتشرد والضعف والانصياع لقوى الشر؟
إن الشراكة لا تتم بالحصار؟ وليست المادة السابعة الأممية على الجنوب العربي وإنما على من تمرد، فهل أصبح الجنوب متمردا بتمسكه على العهد ببنود الاتفاق وما توصل إليها بالرياض حتى تطبق عليه المادة السابعة الأممية؟
إن الشعب الجنوبي المتمثل بمجلسه الانتقالي قد قدم الكثير من التضحيات داخل حدوده وخارجه وقد كان ندا عنيدا للعدو حال دون التوسع الايراني في شبه الجزيرة العربية ولا ينكر ذلك إلا جاحد ومازال يقدم التضحيات خارج الجنوب، فهو بعمله البطولي الاسطوري أثبت وجوده على الارض وحليف قوي للتحالف وجزء منه.. فكيف اليوم يواجه المجلس الانتقالي بعد هذا كله حزمة من العقوبات السياسية والاقتصادية، إلا أنه لم يذعن لطلبات تبدو شبه مستحيلة؟ فما أشبه السيناريوهات بعضها ببعض
التي تملى بالساحات العربية.
لقد أجمع ابناء الجنوب العربي بكامل فئاته ومكوناته على مختلف انتماءاته على الميثاق الوطني ولاقى قبولا على النطاق الاقليمي والدولي واعتبر استفتاءا شعبيا على دستور دولة حضرموت أو الجنوب العربي الفيدرالية ضم جميع بنوده، المطلب الشعبي والأقليمي والدولي فماذا نفسر إنشاء المكونات وشرف التوقيع خارج الوطن ووسمها بالوطنية؟ أليس تعدد المكونات بعد التوافق الشعبي على الميثاق الوطني من داخل الوطن يعني مزيدا من الاحتقان قد يؤدي الى حرب أهلية حقيقية يصعب السيطرة عليها؟ فمن مصلحة من؟ فهل الجنوب أمام إحتلال جديد أم إنقلاب جديد؟ لم نجد اجابات واضحة عن الغايات الحقيقية لتلك الضغوطات والحملات المسعورة في اعلام شبيه بالمغالطات التي حملت كذبا وزورا بامتلاك العراق على السلاح النووي لتمزيق نسيج الشعب وكسب الولاءات لشن الحرب عليه، وحينها لا ينفع الندم عند سقوط الفأس بالرأس.
لم يسبق للجنوب العربي ان واجه محنة تاريخية غير مسبوقة كهذه أشبه بالفريسة المصابة بالشلل أمام وحش يتقدم إليها على مهل لإلتهامها.
فهذا والله لن يكون، والأيام بيننا يامن تريدون للجنوب الشقاء والفتن..مهما تملكتم ابواق الاعلام، ومنابر الكذب والدجل، فسوف تواجهون إنضباطا بالشارع، فلن يسمح أبناء الجنوب لنفسه بأن يباع ويشترى بكل سهولة وسترد بضاعتكم إليكم لقناعة الجنوبيين الراسخة بأهمية القيادة الجنوبية المتمثلة بالمجلس الانتقالي الجنوبي، فهو أكبر من ان يهزم، لأن استعادة الدولة هو الذي سينقذ الجنوب ويحمي كل الجنوبيين، لان بالدولة الفيدرالية، لا يكون الولاء للحاكم أو القبيلة أو الحزب أو الأسرة بل للوطن وللشعب ككل. ولن يكون الجنوب ابدا ذبيحة تقدم للقرابين، وستظل المقاومة مستمرة طالما الاحتلال موجود، ولن ترهبه الضغوط والاكاذيب فالنصر مابينه وبينه عهد واتفاق.