ادب وثقافة

تستلهم فكرة الحب والحرب..رواية مصرية تثير جدل فكري ونقاش ثري “صور”


عدن اوبزيرفر:منة الله الأبيض

 

جدل فكري ونقاش ثري شهدته ندوة رواية “مصنع السكر” للكاتب الصحفي والروائي محمد شعير بنقابة الصحفيين، بحضور خالد البلشي نقيب الصحفيين وعدد كبير من النقاد والكتاب والمثقفين، وأدارتها الإعلامية رانيا محمود المذيعة بالتليفزيون المصري.

في البداية، وصف الدكتور عصام شرف رئيس الوزراء الأسبق الرواية الصادرة حديثا عن دار غراب للنشر بأنها “رواية عظيمة وعميقة وجيدة جدا”، وقال: أصابتني الرواية بحالة من الحزن والفرح معا، وقد حاول “شعير” أن “يضحك علينا بالحديث عن الغراميات”، لكن الحقيقة أنها رواية تناقش فكرة الحب والحرب، فالحب الموجود في الرواية يعبر عن الوحدة بين الشعوب كقيمة عليا تسعى إلى التناغم برغم الاختلاف.

وأضاف: تم استخدام أسماء الشخصيات بحرفية شديدة لربطها بصفات ومعان محددة، مما يذكرنا بأعمال الأديب العالمي نجيب محفوظ واستخدام الأسماء لشخصيات رواياته. وإذا كان الفلاسفة يقولون إننا نحيا في ثلاث مدارات هي: الأشياء، والأشخاص، والقيم، فقد استطاع الكاتب تحميل الشخصيات بمعان مختلفة لتعزيز فكرة أننا جميعا في إنسانية واحدة لكن بثقافات وأطياف وأديان ومذاهب متنوعة. ولذا فلا بد أن تتحول هذه الرواية إلى عمل سينمائي ضخم إنتاجيا، مثل الأفلام الكبرى كـ “دكتور زيفاجو” وغيره، لأن الرواية تتحدث عن مستقبل الإنسانية وليس فقط مصر وسوريا، وضرورة أن يعم الحب والتناغم الإنسانية مع قبول الاختلافات.

وقالت الناقدة الدكتورة فاطمة الصعيدي: “لو أردت كتابة مقال عن الرواية فسيكون عنوانه “الكتابة وسيلة لترميم أوعية الحياة الهشة”.. فمحمد شعير أراد ترميم هذه الأوعية التي تحطمت في زمن الأوبئة والحروب، ترميم النفوس، وجاء الغلاف ليعبر عن الرواية، فالفتاة بنصف ابتسامة تمثل الأمل ولكن ربما بعد عقود، وهناك أيضا الوردة والمسدس، والحوائط المتصدعة الممتدة للغلاف الخلفي تمثل النفوس وما بها من تصدعات، وفي الركن السفلي القصي يظهر عاشقان وكأنهما يقولان أننا سوف نبدأ الحياة من جديد، ويمكن تأويل العنوان: “هؤلاء أو هن أو هنا مصنع السكر”، فالمغزى من هذه الرواية ليس مجرد قصة عشق بين مصري وسورية وإنما رسالة محبة وسلام ودعوة إلى التآلف قد يفهم من بين السطور، واستخدام اسم “شهد ثابت” دلالة على أن السكر سوف يأتي لكن في المستقبل البعيد”.

وأضافت أن هناك ثلاثة مستويات للأداء اللغوي في الرواية: فالأول هو استخدام اللهجة السورية المحببة، والمحملة بالأكلات والأغنيات، ولو كُتب الحوار بالفصحى لفقدت الرواية الكثير من جمالها، والثاني هو مستوى اللغة المجازية، إذ أن “شعير” يكتب نثرا، لكنه استخدم المحسنات البديعية والصور الجمالية والموسيقى الداخلية في الجمل وحسن التقطيع كانه يصنع لنا “بسترة” في المشاعر، إضافة إلى التناص مع آيات القرآن الكريم والأحاديث الشريفة وبعض الأغنيات وعناوين الكتب، أما المستوى الثالث، فهو اللغة التقريرية الإخبارية التي تقدم معلومات حول الأحداث والأماكن بشكل صحفي لا يتناسب مع الأدب وجمالياته.

وقالت الكاتبة الدكتورة نوران فؤاد إن الرواية حافلة بالمفارقات الاجتماعية والسياسية، وتمثل التقلب بين اليأس والرجاء كما في الحياة كلها، في العمل والحب وغيرهما، وخاضت في عدة “تابوهات” كالجنس والدين، كما ناقشت بقوة تلك العلاقات التي تنشأ عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لكنني أهمس في أذن الكاتب بشأن العلاقة التي نشأت بين البطل المصري المتزوج والفتاة السورية بأن “ما بُني على باطل فهو باطل” فهي علاقة جرت في الظلام، ولم يكن ممكنا للبطل أن يبوح بها لزوجته أو ابنته.

وتحدث الدكتور أيمن منصور ندا أستاذ الإعلام قائلا إن الرواي حققت له الإمتاع لكنها لم تحقق الإقناع، إذ أن معظم أزمات الشخصيات الرئيسية فيها كانت مفتعلة، غير حقيقية، تعبر عن أزمة منتصف العمر، ولا يمكن قبول ما كُتِب عن الرواية بأن العلاقة بين البطلين هي علاقة حب عذري، لأنها كانت علاقة صريحة لم أتعاطف معها، أو مع طرفيها، ولا يمكن اعتبارها إشارة لعلاقة بين بلدين، ولا ما يريد الكاتب ترويجه من مفاهيم.

وأضاف أن الانتقال الزمني إلى المستقبل في الرواية نقلها من رواية واقعية إلى شيء فانتازي غير معقول، وبالنظر إلى أن البطلة المتحدثة في المستقبل “شهد” كانت تقيم وتعمل في النمسا فإنني أتساءل: هل يرى الكاتب أن التغيير لا بد أن يأتي من الخارج؟.

ومن جانبها، قالت الكاتبة السورية مريم صالح شعبان في تسجيل صوتي أرسلته إلى الندوة: أشكر الكاتب لأنه كتبت هذه الرواية التي تمس كل إنسان سوري أيا كان اتجاهه، لأن موضوعها إنساني بحت، وتمس موضوعا أغلبنا لا يحب الحكي عنه وهو موضوع الطوائف، وحمص التي تنتمي إليها البطلة هي بالفعل مدينة التنوع الطائفي، وقد أظهرت الرواية مدى الجهد المبذول فيها ودقة تفاصيلها واللهجة الحمصية، وحتى الأماكن المذكورة فيها بحمص فأنا كسورية من محافظة أخرى لم أكن أعرفها. وبعد  13 عاما من الأحداث في سوريا تم اختزال القضية السورية في مسألة اللاجئين، لذا فقد أسعدني أنكم كمصريين تعرفون ما يجري عندنا، وما جرى للإنسان في سوريا بفعل الحرب، فشكرا لهذه الرواية وكاتبها.

وفي مداخلات الحضور تحدث كل من د. رانيا يحيى عضو المجلس القومي للمرأة ود. إيمان سند الكاتبة القصصية والروائية والكتاب الصحفيون محمد شمروخ وسعد سلطان وعلي الفاتح، والشيخ نشأت زارع الخطيب بوزارة الأوقاف، وجاء مجمل المداخلات لتؤكد رفض الحاكمة الأخلاقية للأدب وضوروة ترك الحرية لإبداع الكاتب وتجربته الخاصة، والبحث عن الرؤية الكلية التي يعكسها العمل وكيف سار الكاتب في مسار عمله نحوها.بوابة الاهرام


مناقشة رواية مصنع السكر للكاتب محمد شعيرمناقشة رواية مصنع السكر للكاتب محمد شعير

مناقشة رواية مصنع السكر للكاتب محمد شعيرمناقشة رواية مصنع السكر للكاتب محمد شعير

مناقشة رواية مصنع السكر للكاتب محمد شعيرمناقشة رواية مصنع السكر للكاتب محمد شعير

مناقشة رواية مصنع السكر للكاتب محمد شعيرمناقشة رواية مصنع السكر للكاتب محمد شعير

مناقشة رواية مصنع السكر للكاتب محمد شعيرمناقشة رواية مصنع السكر للكاتب محمد شعير

مناقشة رواية مصنع السكر للكاتب محمد شعيرمناقشة رواية مصنع السكر للكاتب محمد شعير

مناقشة رواية مصنع السكر للكاتب محمد شعيرمناقشة رواية مصنع السكر للكاتب محمد شعير

مناقشة رواية مصنع السكر للكاتب محمد شعيرمناقشة رواية مصنع السكر للكاتب محمد شعير

مناقشة رواية مصنع السكر للكاتب محمد شعيرمناقشة رواية مصنع السكر للكاتب محمد شعير

مواضيع مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى