كتاب عدن

الحوثي وإعلان الجهاد ضد عدن..

محمد عبدالله القادري

بوقاحة وحماقة ، وإنكشاف كمية الحقد الدفين ، ونوعية التوجه المشين ، يقوم المدعو محمد علي الحوثي مصرحاً بأن العاصمة عدن تحتاج لتحرير عسكري وأخلاقي ، مهدداً لها ومتوعداً بالهجوم عليها واجتياحها.

يزعجهم صمود عدن الأسطوري أمام حرب الخدمات والحرب الاقتصادية ، وزخرها بالأمن والأمان والاستقرار ، وجذبها السياحي ، وتوسطها الديني ، واعتدالها الخطابي ، ورونقها الثقافي ، ونشاطها العمالي ، وحراكها الإعلامي ، مما يجعلهم يشتاطون غضباً ، وينكشف توجههم لجعل عدن مدينة اشباح كما جعلوا صنعاء ، وتحويلها لنسخة من مدينة قم الإيرانية أو قندهار.
أستخدموا كل وسائلهم ضد عدن ، حاولوا تصدير الإرهاب إليها ، شنوا حملات التشويه الإعلامية ، كل محاولات حقدهم وغضبهم فشلت أمام شموخ الثغر الباسم.

يتحدث الحوثي أن عدن محتلة ويريد تحريرها ، وهو بهذا الكلام كالعاهرة التي تتحدث عن الشرف.
يريد تحرير عدن من أهلها ، ومن عروبتها ، وإذا كان فيها بضع قيادات من التحالف العربي فأولئك يعتبرون من أهلها وسند لها وكلنا اهل وطن واحد يسمى الوطن العربي ، أما الحوثي فهو أداة إيرانية ، ومن يدير صنعاء وصعدة هم خبراء إيرانيين ، فصنعاء هي المحتلة ويجب تحريرها عسكرياً من أداة إيران والتبعية لها.

يجب ان يتذكر الحوثي أنه عندما هجم على عدن في عام 2015 ، كان ابناءها حينها بلا جيش بلا سلاح ، ورغم هذا جعلوا الحوثي معزولاً داخل مدينتهم ، لم يتقبلوه ويتذللوا أمامه ويشتغلون معه ، ولم يقوموا بالخساسة والتجسس ضد بعضهم ، وما إن جاء التحالف العربي إلا والتفوا جميعاً لمقاتلة الحوثي حتى أزاحوه لخارج العند مذموماً مدحوراً.
أما اليوم فأبناء عدن أغلبهم جيش ويمتلكون سلاح ، وسيقاتل الحوثي رجال وعدن ونساءها.
الأمر الآخر منذ شهر والحوثي يشن هجوماً على الضالع وجبهة كرش وفشل في تحقيق أي تقدم ، بل تلقى ضربات موجعة وتعرض لخسائر كبيرة في المعدات والموارد البشرية ، ومن عجز أن يسيطر على شبر واحد في الضالع وجبهة كرش لحج مستحيل عليه الوصول إلى عدن.

عدن اسمها مشتق من جنة عدن ونسبةً لعلو المقام ، وهي كذلك لمن يعيش فيها من أهلها ولمن جاءها زائراً وضيفاً ولاجئاً ، ولكنه يوجد فيها اكبر فوهة بركان في العالم ، وستكون بركاناً وجحيماً لمن حاربها وجاءها معتدياً عليها وعاديا.

يدعي الحوثي أن عدن يوجد فيها فساد أخلاقي ويريد السيطرة عليها لمحاربة ذلك ، معتبراً تنزه الناس مع عوائلهم ونساءهم في سواحل عدن بالفساد الأخلاقي وهو بهذا يقوم بالقذف ، أما الفساد الأخلاقي فهو موجود في صنعاء التي انتشر فيها منذ سيطرة الحوثي المقاطع الجنسية الاباحية ذات الحكي الصنعاني ، ويتم تصويرها في غرف دعارة معروفة لدى الحوثي وعلى رضى تام من قيادته ، فلماذا لم يقم بمحاربة ذلك الفساد الاخلاقي الذي لم يتواجد إلا في عهده وفي مناطق سيطرته.
أما نساء وبنات عدن اللاتي يقذفهن الحوثي ، فأحذيتهن أشرف من وجوه الحوثي وكل العمائم الخمينية.

مواضيع مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى