كتاب عدن

تعز.. القاتل واضح كوضوح الدم الذي يُراق كل يوم

محمد عبده الشجاع



منذ الجمعة وأنا غير مستوعب مقتل أحد المواطنين الأردنيين الضيوف في بلادنا في إطار زيارة رسمية إنسانية بحتة لا تستحق أي تأويل أو تبرير، لأن القتلة في فسحة مفتوحة منذ سنوات، والقاتل الذي أعلن عنه يوم أمس قبل أي تحقيقات دقيقة مجرد ذر الرماد على العيون وسيتضح أنها مجرد اشتباه وسيتم الاعتذار منه لتشويه سمعته وربما يتم مكافأته بمبلغ مالي ومدرعة لحمايته.

والسؤال الذي يدهشني أكثر: لماذا تعز؟ ولماذا كلما قلنا أوقفوا القتلة داخل هذه المدينة ينبري الفضوليون ويقولون تعز ضحت، تعز قاومت، تعز مستهدفة، تعز وتعز دون أن يقولوا لأحد ماذا يجري في هذه المدينة ولماذا وكيف وإلى متى؟ مع العلم أن كل المحافظات ضحت وتضحي في ظل مشروع الحوثي الإرهابي والمليشيات المنفلتة.

من المؤسف جداً أن يتم التستر على القتلة، قلناها في حادثة “ميدان الشهداء” أيام عيد الأضحى الماضي، إذا لم يتم محاسبة الجناة الذين أطلقوا بكثافة وبشاعة الرصاص على جماهير معزولة من السلاح رفعت صورة أو هتفت مع فلان من القيادة ليخرج تقرير اللجنة بأن الحادثة عرضية وفردية وانتهى الأمر هنا، دون احترام للضيوف الذين تواجدوا بمن فيهم الفنان عطروش، وقبلها قتل أناس في مهرجان القاهرة وبعدها في نفس الملعب أطلقت قذائف وقنابل وفي 2018م قتل موظف أممي من أصول لبنانية.

أعوام من الإرهاب المنفرد غير الاغتيالات اليومية للقادة العسكريين والأمنيين أبرزهم عدنان الحمادي وغيره ولا أحد يقول لتعز أو لأبنائها أو لمحبيها ماذا يحدث في هذه المدينة، وما مصلحة الفاعل حتى إنه إلى جانب المليشيا التابعة لحزب الإصلاح المسيطرة تماماً على المدينة، وجد في المقابل رئيس وزراء لا يعرف من الحياة سوى طاولات المخابز والذي كان يفترض أن يتحمل المسؤولية عندما قال يجب نقل مركز المساعدات الإنسانية إلى تعز لأنها آمنة ورئيس قيادة يسير بمنهجية عرجاء.

من هو القاتل في محافظة تعز مناطق الشرعية؟ هو الذي ضايق محافظ المحافظة شوقي هايل سعيد أنعم حتى وصل الأمر إلى ممتلكاته واولاده وبيوته ورأسماله، هو الذي ضايق المحافظ أمين محمود، بحجة أنه يتبول قائما وكأنه بفعلته تلك سيغرق المدينة، القاتل هو الذي استفرد بالمدينة بعد خروج جماعة أبو العباس، التابعة للإمارات كما يقولون، دون أن يقدم شيئاً للمدينة على كافة المستويات، بل إنه أرهقها قتلا ونهبا وفوضى.

القاتل هو الذي يطوف بالمحلات التجارية والنقاط فقط من أجل الابتزاز والإتاوات والضرائب التي كسرت ظهر المواطن والتاجر والاقتصاد، القاتل هو الذي عطل الحياة دون أن يفعل شيئًا جديدا في سلك القضاء والمؤسسة الأمنية والعسكرية، القاتل هو الذي يسعى لفتح معسكرات إرهاب خارج إطار الممكن من أجل مشروع سياسي عسكري لا علاقة له بالمواطن.

القاتل هو الذي تحمل مسؤولية لم يكن قادراً عليها، أعيدوا مديري الأمن السابقين الذين أقمتم عليهم ثورات وقلتم بأنهم قتلة، الكرة في ملعبكم فلا تعتقدوا أن القاتل بعيد أو غريب أو مجهول، القاتل واضح كوضوح الدم الذي يراق كل يوم، والأرواح التي تصعد كل لحظة؛ آخرها الموظف الأممي من أصول أردنية مؤيد حميدي الذي قتل في مدينة التربة يوم الجمعة أثناء تناول وجبة الغداء أمام خلق كثر.

مواضيع مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى