كتاب عدن

الحرب وضعت مستقبل بلادنا بعيدا عن السياق ؟!



د. يوسف سعيد احمد
على الرغم من الهدنة غير الرسمية في اليمن لازالت العسكره
تستقطب بين 70- 80% من خريجي الثانوية العامة تقريبا .
ولذلك اصبح واقع الحال في بعض الجامعات ان الطلاب لايزيدون عن 20% من اجمالي المنتسبين لها، فالاناث اصبحن يمثلن الغالبية الكاسحة في الجامعات الحكومية وحتى في الجامعات الخاصة .
وفي بعض الكليات في الجامعات الحكومية الجديدة عدد اعضاء الهيئة التدرسية الاساسية والمساعدة اكبر من عدد الطلاب .
استقطاب العسكره للشباب يعود لارتفاع مستويات الفقر حيث يبلغ عدد الفقراء مانسبتة 80% من بين السكان ،عدا عن المجاعة الحقيقية التي يعاني منها قطاع واسع من الاسر. ولهذا السبب تمثل العسكرة الفرصة الوحيدة المتاحة امام الشباب.
لكن رغم ذلك وفوق ذلك يجري تجنيد الاطفال ايضا وهذا امر مؤسف .
ويمكن ان نستنتج بصورة عامة مما تقدم ان التعليم هو الاكثر تضررا من جراء الحرب والعسكرة المتواصلة التي يرتفع فيها الطلب بوتيرة عالية بالمقارنة باي قطاع آخر ، وهذا يعني ان الحرب بقدرما وجهت ضربة شديدة لراس المال البشري فانها تمثل تهديد لمستقبل البلد ؛ وفي نفس الوقت اضاعت واهدرت فرض الاستثمار والعمل المنتج والنمو الاقتصادي وإعادت بلادنا عقودا الى الوراء .
يحدث هذا في الوقت الذي تتمتع دول الدول المجاورة بالاستقرار السيا سي والامني والاقتصادي والذي تمتعت به لعقود طويلة واضعناة ولذلك هذه الدول تعمل على توسع شراكتها مع الدول المتقدمة والصاعدة لاستقطاب الاستثمار الذي تجاوز مرحلة التركيز على قطاع العقار الى العمل الجاد والحثيث في خلق البيئة الجاذبة لتوطين التكنولوجيات المتقدمة بما في ذلك التنافس في تدعيم بيئة و بنية الذكاء الصناعي.
كان يمكن لبلادنا لولا لعنة الحرب ان تسير في نفس السياق الطبيعي : في طريق التطور والنما الاقتصادي والاجتماعي
مستفيد من موقعة المتميز ومواردة الطبيعية والبشرية ولذلك يتعين في ضوء مانعانية وما وصلت اليه احوالنا من بؤس والم وفاقة وهي مسؤولية يتحملها الخيرين وكل الذين ينشدون المستقبل ان ندين اية جهات او توجهات لازلت تدعو الى الحرب او تحضر نفسها لمواصلتة.

د.يوسف سعيد احمد

مواضيع مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد ايضا
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى