شؤون محلية
صحيفة:عودة الاغتيالات إلى تعز تربك الحكومة اليمنية
تعز -عدن اوبزيرفر: اغتال مسلحون، الجمعة، رئيس فريق برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة في محافظة تعز جنوب غربي اليمن، وقالت مصادر محلية إن الأردني مؤيد حميدي تعرض لوابل من الرصاص أثناء تناوله الغداء في أحد المطاعم بمدينة التربة.
وتأتي عملية الاغتيال في سياق تجدد أعمال الاغتيالات في المناطق الخاضعة لسيطرة الشرعية في محافظة تعز، بالتوازي مع تصاعد العمليات الإرهابية للقاعدة في محافظتي أبين وشبوة، التي تستهدف القوات التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي في المحافظتين.
وتشير معظم العمليات الأمنية في تعز إلى وجود أجندة سياسية تتقاطع فيها مصالح بعض الأطراف اليمنية، ويأتي في مقدمتها استنزاف القوات الجنوبية في المحافظات المحررة، وإظهار المحافظات الجنوبية بأنها مناطق غير آمنة، إلى جانب المحاولات المتعلقة بخلط الأوراق في معسكر الشرعية وتحويل عمليات الاغتيالات والاستهدافات إلى مادة لتبادل الاتهامات بين أطراف الشرعية.
ويحمل اغتيال مسؤول برنامج الغذاء العالمي رسالة إلى المنظمات الدولية العاملة في اليمن، بهدف إجبار تلك المنظمات على نقل مراكزها الرئيسية إلى العاصمة صنعاء.
ويشير الباحث العسكري والأمني اليمني العقيد وضاح العوبلي في تصريح لـ”العرب” إلى أهمية موقع مدينة “التربة” باعتبارها تمثل نقطة مشتركة بين محور تعز والساحل الغربي، حيث تقع تحت السيطرة الأمنية والعسكرية للوحدات التابعة لمحور تعز، وبالمقابل تمثل حديقة خلفية لقوات الساحل الغربي حيث تقيم فيها العشرات من عوائل منتسبيها ويقضون إجازاتهم فيها بالقرب من عوائلهم كمواطنين ودون سلاح.
ولفت العوبلي إلى أن “المدينة مثلت محور الأحداث ومتناول التجاذبات الإعلامية بين عدد من الأطراف على مدى الأعوام الثلاثة الماضية، وتحديدا عقب اغتيال قائد اللواء 35 مدرع، وما تلاه من سيطرة لمحور تعز بأجندات حزبية على المدينة ومحيطها الجغرافي من مديريات الشمايتين والمواسط والمعافر”.
وأضاف “بالنظر إلى المعطيات السابقة، يبدو أن الحادث مدبر لدق أسفين الخلاف وتبادل التهم بين قوات المحور وقوات الساحل إعلاميا على الأقل، وهو ما قد يمثل ذريعة لتنفيذ تصعيد شعبي معين يحقق أجندات بعض الأطراف التي سعت وما زالت إلى ضرب التقارب بين قوات الساحل ومحور تعز”.
وتابع “من جهة أخرى فقد رصدنا منذ أشهر عملية تحريض ممنهجة ومتطرفة يقف خلفها رجال دين متشددون في تعز ضد المنظمات، وهو ما قد يكون سببا أو دافعا أو مرجعية انطلق منها من ارتكبوا هذه الجريمة، وذلك إذا ما نظرنا إلى جنسية الشخص المستهدف وطبيعة عمله الأممي الذي يندرج ضمن المستهدفين بتلك التحريضات”.
وسارع ناشطون يمثلون تيار الدعوة للتقارب بين جماعتي الإخوان والحوثيين في اليمن، إلى تحميل قوات المقاومة الوطنية التي يقودها العميد طارق صالح مسؤولية الوقوف خلف عملية الاغتيال، والتي جاءت بعد أيام على اغتيال قيادي في حزب الإصلاح بمدينة المخا، قبل أن يتم ضبط المتورطين في عملية الاغتيال.
وعن وجود رابط سياسي بين تصاعد عمليات القاعدة التي تستهدف القوات الجنوبية في محافظتي أبين وشبوة وتجدد عمليات الاغتيالات في المناطق المحررة بمحافظة تعز، أشار الباحث السياسي اليمني ياسر اليافعي في تصريح لـ”العرب” إلى أن تصاعد أعمال الجماعات الإرهابية في الفترة الأخيرة، والتي تستهدف في مجملها القوات الجنوبية، يؤكد حجم التنسيق الحوثي مع هذه الجماعات، التي تنشط في مناطق سيطرته وتوفر لها الجماعة سهولة الوصول إلى هذه المحافظات.
وما يؤكد ذلك، وفقا لليافعي، أن الجماعات الإرهابية لم تستهدف جماعة الحوثي بأي عملية منذ سنوات طويلة، وفي المقابل تستهدف القوات التي تقاتل الحوثي بشكل مستمر.
وحول الأطراف المحتملة المستفيدة من هذا المشهد الأمني، أضاف اليافعي “هناك بيانات رسمية صادرة عن السلطة المحلية في عدن تؤكد أن العمليات الإرهابية التي استهدفت محافظ عدن قبل أكثر من عام واستهدفت اللواء جواس كلها جاءت بتنسيق بين عناصر إرهابية وجماعة الإخوان، وأكدت البيانات أن نقطة انطلاق هذه العلميات منطقة التربة في تعز، والتي تسيطر عليها جماعة الإخوان، التي وفرت غطاء واضحا لهذه العناصر والعناصر الأخرى التي فرت من عدن ولحج وأبين جراء ملاحقة القوات الجنوبية لها. وما مقتل الموظف الأممي مؤخرا في منطقة التربة إلا تأكيد على نشاط الجماعات الإرهابية في المنطقة والتنسيق بينها وبين ميليشيا الحوثي، حتى يستمر حصار تعز وحتى تمتنع المنظمات الدولية من تقديم أي مساعدات لهذه المحافظة المحاصرة، وكل ذلك يخدم ميليشيا الحوثي”.
وفي أعقاب الحادث، وجه رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي بملاحقة العناصر المتورطة في تنفيذ الاعتداء المسلح الذي أسفر عن مقتل موظف أممي وإصابة آخرين في مدينة التربة، وفقا لوكالة الأنباء الرسمية التي قالت إن العليمي أجرى اتصالا هاتفيا بمحافظ محافظة تعز نبيل شمسان، الذي أطلع الرئيس على المعلومات الأولية التي تشير إلى تحديد هوية منفذ الاعتداء الإجرامي، والإجراءات القانونية المتخذة لملاحقة الجناة وتقديمهم إلى محاكمة عادلة لينالوا عقابهم الرادع.
وعقدت اللجنة الأمنية بمحافظة تعز اجتماعا طارئا لمتابعة تداعيات اغتيال المسؤول الأممي وإصابة عدد ممن كانوا في المطعم، وأكدت اللجنة أنها تقوم بتعقب مرتكبي هذه الجريمة، وفقا لما أوردته وكالة الأنباء اليمنية سبأ.