/ صالح شائف
قد يبدو تساؤلنا هذا ليس له ما يبرر طرحه الآن؛ خاصة بعد أن أتضحت الكثير من خيوط اللعبة وخطط التآمر على الجنوب وقضيته؛ وأنتقل الأمر من الغرف المغلقة إلى ساحة المشهد السياسي وعلناً؛ وما كان بالأمس سراً أو مجرد شكوك ومخاوف لدى شعبنا؛ أصبح اليوم سلوكاً عملياً من قبل من أعتقدنا خطأ بأنهم ( حلفاء )؛ وأتضح مؤخراً وبصورة لا لبس فيها؛ ولا غموض يذكر أو حتى قليل من الخجل بشأن موقفهم المؤسف من قضية شعبنا؛ ولهذا نجدهم يتمسكون بقوام ( الشرعية ) الحالية رغم فشلها الكامل وعجزها التام عن تأدية دورها وتحمل مسؤولياتها؛ والإبقاء عليها دون تغيير حتى تسهل لهم إنجاز مهمتهم القذرة؛ ولتكون أيضا جسراً للعبور لتحقيق ما تبقى لهم كما يبدو من أهداف موضوعة ضمن مشروعهم وخططهم المتعلقة بمستقبل اليمن عموما وفي الجنوب على وجه التحديد.
وحتى لا نكرر ما قلناه في موضوعات ورسائل سابقة؛ فإن الأمور قد وصلت إلى درجة لم يعد فيها السكوت مقبولاً تجاه ما يعانيه شعبنا من قبل ( الشرعية – التحالف ) وبتوصيف أدق ( التحالف – الشرعية )؛ فهما وجهان لعملة واحدة حتى وإن أختلفت أدوات ووسائل كلا منهما؛ ولكنها تتكامل فيما بينها وعلى قاعدة توزيع الأدوار؛ ( فالشرعية ) تتصرف كمخلب قط من نار مشتعل وضع بعناية وخبث في جسد الجنوب النازف بالجراح؛ و معها وخلفها وصانعها والمدافع عنها وراعيها الأول يقف ( التحالف ).
وعلى الرغم من كل ذلك ما زال شعبنا وكل قياداته الوطنية وفي مقدمتها المجلس الإنتقالي الجنوبي؛ يأمل بتصحيح وتصويب موقف التحالف وتحديداً موقف السعودية من قضيته الوطنية المشروعة والعادلة؛ وأن يتم التعاطي مع قضية شعبنا بإيجابية ومنطق ومسؤولية؛ ومن منظور المستقبل وهو الجدير بالإهتمام والعمل سوياً من أجله؛ ومن ضرورة وأهمية وجود علاقات أخوية وندية مستقرة تقوم على المصالح المشتركة والمنافع المتبادلة بين شعبينا الشقيقين؛ ومن الحاجة القصوى كذلك للتعاون في مجال الأمن ومكافحة الإرهاب وحماية الملاحة الدولية في منطقة جنوب البحر الأحمر وخليج عدن وفي غير ذلك الكثير من مجالات التعاون الأخوي.
إن ثقتنا بإرادة شعبنا الحرة وبتصميم قياداته الوطنية على مواصلة مشوار الكفاح الوطني حتى إستعادة الدولة الوطنية الجنوبية المستقلة؛ هو الرهان الرابح والضمانة المؤكدة لبلوغ هذا الهدف؛ ومهما كان حجم التحديات والمخاطر؛ فلن يكون بمقدور أي قوى مهما كان حجمها أو قدرتها على تسخير مالها وإعلامها أن تقف عائقا أمام هذه الإرادة الحرة؛ المقرونة بالتضحيات العظيمة دفاعاً عن الحرية والكرامة الوطنية؛ وعن حضارتنا وتاريخنا وهويتنا؛ وعن النسيج الإجتماعي الجنوبي الواحد لشعبنا؛ الذي يسعى البعض اليوم حثيثاً لتمزيقه عبر النفخ في روح العصبيات وإشعال نار الفتنة وبطرق مفضوحة؛ فكل هذه المحاولات البائسة ستفشل ولن يكتب لها النجاح والأيام بيننا.