كتاب عدن

العند عنيدة وعدن عصية


العند عنيدة وعدن عصية


بقلم: سعيد عولقي

تفسبكوا فقراء يغنيكم الله

وانا اقلب الصفحات، وقع نظري علئ حفل تأبين الفنان الكبير ابوبكر سالم بلفقيه منقولاً عن قناة تلفزيون العربية السعودية التي نقلت للمشاهدين خبر وفاة الفنان السعودي الكبير ابوبكر سالم.
ولقد كان من حظي ان اخطو خطوة اخيرة في حياة ابوبكر في عدن حين التقيته في بيت عمه (حماه) عرفان حيث كان يعيش واهل بيته هناك، قدام السينما الاهلية بكريتر وذلك لغرض اجراء حوار صحفي معه وقتها في عام 1968م(نشر في صحيفة الايام بالصفحة الاخيرة، وتحدثت عن هذا في منشور سابق ولااحب التكرار) وفي ظروف غير مواتية ولا سعيدة له قرر بلفقيه مغادرة عدن التي احبها واحبته الئ غير رجعة الا اذا تحسنت اوضاع البلاد بمقاييس ذلك الزمن ومفاهيمنا له.. لكن البلاد للاسف لم تتحسن بل انها اتخذت مساراً للتطور عاكس ما كنا نتوقعه ونصبو اليه ونتمناه.. واختار بلفقيه البقاء بعيداً عن عدن بين بيروت والقاهرة ودبي والكويت، الئ ان استقر به المقام في المملكة العربية السعودية ليصبح الفنان السعودي الكبير هناك كما ابنته قناة العربية ولابأس في ذلك، ولنكن واقعيون، فلو لم يخرج ابوبكر وقتها من عدن تاركاً غيره من الفنانين والجماهير لعذابات ظروف قهرتهم الئ ان قهروها فيما بعد، لما تحقق له كل ذلك الانتشار الذي هو في الاساس جدير به.



لنبتعد عن التعصب قليلاً وحب الذات اقل.. فهذه حقائق امور وطبيعة اشيأء.. لو لم يخرج بلفقيه وقتها من عدن، برغم ما يمتلكه من امكانيات ومواهب، لما تحقق له نفس هذا الانتشار الذي تحقق وهو هناك بعيداً عنا، برغم العواطف و المشاعر والارتباط الروحي مع الاصل.. يشهد علئ ما اقول الموجات المتلاطمة التي تقاذفت الفنانين الذين بقيوا في عدن.



ومع ان العند عنيدة وعدن عصية كما قال حيدر بن ابي بكر العطاس ابان حرب غزو عدن في1994م.. الا انها لم عصية الى الحد الذي يجنبها السقوط.. وتلك مرة اخرى حقائق امور وطبيعة اشياء.



ونحن في عدن.. يكفينا فخراً علمنا وأدبنا بحقائق الامور حتئ لو انكرها علينا غيرنا لانهم قليلو علم وادب.. نعلم ان كل تلك الفنون والتلاحين انطلقت من هذه البقعة الصغيرة المسماة، عدن، ومازالت تفعل لتعم كل الارض اليمنية والعربية كاملة غير منقوصة.. كلهم يعرفون هذه الحقائق وان عمدوا الئ تجاهلها.. كلهم بلا استثناء.. لذلك… لذلك سأهمس لكم بالحقيقة.. بالصدق.. كل الصدق.. ولا شيئ غير الصدق.. قد عملوا منذ زمن بعيد علئ امتلاكنا.. بشرائنا قطعة قطعة بالتقسيط.. ونجحوا.. لكن هذا لم يكن كافياً لهم.. لذلك يقومون الآن بامتلاكنا بالكامل.

مواضيع مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى