مقالات

صناعة الأمل .. استدامة لحياة أجمل


فاطمة المزروعي
في الحياة نتعرض جميعاً لظروف وضغوط نفسية، قد تسبب لنا إحباطات كبيرة والدخول في دوامة الاكتئاب، فالمرض أو موت شخص تحبه أو حتى الأزمات المالية وتغيير العمل والنزاعات العائلية أو أي ضغوط نفسية أخرى إذا عرفتها يمكن السعي نحو إيجاد الحل للخروج منها، ولكن هناك بعض الضغوط النفسية التي لا يمكن تحديدها ولا معرفة أسبابها، وقد تسبب الانهيار في حياتك، البعض يعاني من فقدان السيطرة ونقص المعلومات في التعامل مع الأوضاع النفسية والجسدية التي يعاني منها، والبعض الآخر قد يفتقر إلى الدعم الشخصي والتغذية الراجعة الإيجابية، لذلك في هذه الحالة يمكنك التعبير عن هذه المشاعر في كتابتها والتعبير عن جميع مشكلاتك والأمور التي تؤذيك وتشعر بالإحباط تجاهها، إنها قد تساعدك في تنظيم أفكارك والتعبير عن مشاعرك، اضبط خطواتك، اعط لنفسك وقتاً كافياً لإنجاز أهدافك، خذ استراحة وحاول أن تستفيد من وقت الفراغ في السفر والتمارين الرياضية والقراءة أو حتى التأمل والبحث في هذا الفضاء الكبير، فالتنوع في حياتك سوف يساعدك على كسر الروتين ويبقيك في حالة إثارة وحماس وتجدد دائم، وتذكر أن الحالة النفسية تغير شيئاً في الجسد أيضاً، فمن الممكن أن تتسبب بشفاء الأشخاص الذين يعانون من مشكلات صحية «جسدية».


يوجد قصة معبرة وجميلة عن تأثير الحالة النفسية على الحالة الجسدية وهي عن فتاة كانت ممددة على الفراش وتعاني من مرض خطير، تم إخبارها أنه من الممكن ألا تنجو، فسألت أختها الكبيرة وهي تراقب شجرة بالقرب من نافذتها: كم ورقة باقية على الشجرة؟ فأجابت أختها بعين دامعة: لماذا تسألين يا عزيزتي؟ فأجابت الطفلة المريضة: لأني أعلم أن أيامي ستنتهي مع وقوع آخر ورقة من تلك الشجرة، فقالت لها أختها: إذاً حتى ذلك الحين سوف نعيش حياة ممتعة وجميلة.


انقضت أيام عدة وأخذت الأوراق تتساقط حتى بقيت ورقة واحدة، وظلت الطفلة تراقبها ظناً منها أنه عندما تسقط هذه الورقة سينهي المرض حياتها، وانقضى الخريف، والشتاء، وانتهت السنة، ولم تسقط الورقة بعد والفتاة سعيدة مع أختها وقد بدأت تستعيد صحتها مرة أخرى، حتى شفيت تماماً.


أول ما فعلته الفتاة عندما شفيت هو الذهاب إلى تلك الورقة لتعرف ما هي معجزتها، فوجدت أنها ورقة من البلاستيك قامت أختها بتثبيتها على الشجرة.


فقد كانت تلك الفتاة فاقدة للأمل، ولكن أختها الكبيرة منحتها إياه مره أخرى، لذلك يجب أن نمنح أنفسنا الأمل ونمنحه لغيرنا أيضاً، فالأمل يصنع المعجزات ويجعل كل شيء ممكناً. الكاتب سيرجو أتسيني يقول: «علينا أن نعيش حياتنا دون خوف، فالمفاجآت السعيدة لن تفنى أبداً».

مواضيع مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى