هل تجني إيران عوائد عضوية “منظمة شنغهاي للتعاون”؟
اعتبر بعضهم أن انضمام طهران لن يكون مجدياً لها لعدد من الاعتبارات
هدى رؤوف
خلال القمة الـ 23 لزعماء “منظمة شنغهاي للتعاون والأمن” أُقر دخول عضو جديد، إذ انضمت إيران إلى الدول الثماني الموجودة وهي الصين والهند وكازاخستان وقيرغيزستان وباكستان وروسيا وطاجكستان وأوزبكستان.
وتأسست “منظمة شنغهاي” كمنظمة تعاون أمني وتجاري لدول أوراسيا من قبل روسيا والصين وكازاخستان وقيرغيزستان وطاجكستان وأوزبكستان عام 2001، وانضمت الهند وباكستان عام 2017.
ولدى منظمة شنغهاي للتعاون عدد من شركاء الحوار والمراقبين في جميع أنحاء آسيا بما في ذلك الشرق الأوسط، كما تضم أكثر من 60 في المئة من سكان منطقة أوراسيا وأكثر من 40 في المئة من سكان العالم، مما وفر لها إمكانات واسعة لتطوير التجارة وتعميق التعاون الاقتصادي في أشكال مختلفة.
ويعد قبول إيران عضواً كامل العضوية في “منظمة شنغهاي للتعاون” تعزيزاً لعلاقات طهران مع الصين وروسيا وسط العزلة والعقوبات الدولية.
وأصبحت إيران مراقباً في منظمة شنغهاي للتعاون عام 2005 وقُبل طلبها لتصبح عضواً كامل العضوية عام 2021، وفي عام 2022 وقعت مذكرة التزامات للانضمام كعضو دائم.
بعضهم اعتبر أن انضمام إيران للمنظمة لن يكون مجدياً لها لعدد من الاعتبارات التي ارتبطت أساساً بالعقوبات الأميركية المفروضة عليها، والتي لم ترفع في ظل انسداد أفق إعادة إحياء الاتفاق النووي بل تزايدت مع ارتفاع وتيرة القمع الأمني للاحتجاجات الداخلية التي نشبت منذ أشهر احتجاجاً على وفاة الشابة مهسا أميني.
ومن جهة أخرى فلن يكون الأمر مجدياً لأن الدول الصديقة لطهران مثل الصين لم تقم بالاستثمار جدياً في البنية التحتية الإيرانية التي لا تزال تعتريها بعض التحديات والقصور مثل الطرق والسكك الحديد التي تقلل من قيمتها كممر عبور، ولكن في ظل السياق الحالي المرتبط بما يتردد في التقارير الصحافية الأميركية والإسرائيلية بأن ثمة اتفاقاً أو تفاهماً موقتاً بين واشنطن وطهران، فمن المتوقع أن تسعى إيران إلى إتمامه استثماراً لانضمامها الكامل لـ “منظمة شنغهاي” وتحسن علاقتها مع الدول العربية والخليجية المجاورة لها حتى تتمكن من رفع العقوبات عنها والاستفادة منها في ظل مسعاها إلى الاستفادة من دبلوماسية الجوار التي أعلنتها، والاستفادة من المبادرات العالمية التي تطرحها الصين وروسيا وشركاؤهما، إذ أعلنت إيران دعمها الكامل للمشاريع القائمة مثل الممر بين الشمال والجنوب ومشروع “الحزام والطريق” وجعلته أولوية، كما أنها تسعى إلى تعزيز العلاقات التجارية مع الدول الأعضاء في “منظمة شنغهاي للتعاون”، فضلاً عن تعزيز شراكتها الاستراتيجية مع موسكو وبكين.
وتعول إيران على فوائد الانضمام للمنظمة وفقاً لخطاب إبراهيم رئيسي، إذ يأمل أن يوفر وجود طهران فيها منصة للأمن الجماعي ويؤدي إلى التنمية المستدامة، ويوسع الروابط والاتصالات ويعزز الوحدة ويحترم سيادة الدول.
وستحاول إيران تعزيز مسعاها للبحث عن مركز مميز في نظام عالمي متعدد، فقد قال رئيسي خلال خطابه أمام قمة قادة شنغهاي إن ما يشكل أساس نظام الهيمنة الغربية هو هيمنة الدولار، وبالتالي فإن أية محاولة لتشكيل نظام دولي عادل تتطلب إزالة أداة الهيمنة في العلاقات البينية.
ومن ثم فمن المتوقع أن يعقب حصول إيران على العضوية الكاملة في شنغهاي تسريع إتمام التفاهمات الجارية مع الولايات المتحدة من أجل الاستفادة من رفع العقوبات عنها للحصول على قدرات ومزايا تمويلية كبيرة للمشاريع التنموية، لتثبت في اللحظة الراهنة أن شعار “لا شرقية ولا غربية” الذي أعلنه الخميني منذ عقود مجرد شعار، إذ تشهد دبلوماسيتها تعزيز الحراك شرقياً وغربياً في آن واحد.اندي عربية