أخبار عدن

ليس دفاعاً عن القائد عيدروس قاسم الزبيدي

نوفمبر 16, 2015
عدد المشاهدات 1636
عدد التعليقات 0
عدن.عدن اوبزيرفر.خاص

تابعت الجبهة الوطنية لتحرير واستقلال الجنوب المتغير الذي طرأ في مسار الحرب القائمة بعد اشهر من التحرير العسكري الجزئي لأرض الجنوب من قوات الاحتلال ، وذلك بعودة قوات الحلف الحوفاشي لتهدد مناطق الجنوب المحررة في الضالع ولحج وشبوه ، كتطور يفسر بجلاء الفارق الجوهري بين موقف شعب الجنوب ومقاومته الوطنية وقواه ومكونات ثورتة السياسية المختلف عن موقف شعب ( ح ع ي ) ، ليس من الحلف العسكري الحوفاشي وحسب ، بل ومن التحالف العربي نفسة ، وهو متغير يضاف الى عجز قوى ما تسمى بالشرعية ومقاومتها [ في مناطق الشمال ] ، التي أثبتت الايام افتقارها لحاضن شعبي يسندها لتحقيق نصر حقيقي هناك ، طوال الأشهر الثمانية من الحرب .
زا الى ان ذلك يفسر ، ليس الموقف العسكري وحسب ، بل والموقف السياسي من الصراع ، وهو ما يؤمل من قيادة التحالف العربي ، لاسيما المملكة السعودية والإمارات الشقيقتين ، ان تستوعبا خلفيات هذا المتغير السياسيه وتداعياته الخطيرة على مسار الحرب .
واذا كان لهذا المتغير وقعة القوي على الجميع ، فقد طفح الى سطح المشهد ، ما يستهدف المقاومة الوطنية الجنوبية عموماً ، بصورة شن حملة إعلامية بائسة ، للنيل من مكانت ودور القائد الجنوبي الغني عن التعريف ( عيدروس الزبيدي ) ، حملة يقودها حزب الاصلاح ضد من اثبت ومعه قيادات وأبطال المقاومة في الضالع وعدن ولحج وأبين وشبوه ، بفعل عسكري ملحمي على الأرض ، أفضى الى انتصارات أسطورية في فترة زمنية قياسية ، وهي الشهادة المضرجة بالدم والمضمخة بالفداء والإخلاص والاستعداد العالي للتضحية في سبيل تحرير الجنوب واستعادة دولتة الوطنية المستقلة ، ولن تنال منها أكاذيب وتخريجات اللذين من الأحرى بهم ان يروا تغزمهم السياسي والعسكري والأخلاقي أمام ما اجترحته المقاومة الوطنية الجنوبية من مآثر وملاحم وانتصارات ، وعجزهم عن شيء من ذلك طوال ثمانية اشهر ، بل وفشلهم في الدفاع عن المربعات الصغيرة المحررة في خريطتهم السياسية ، ناهيك عن تسليم عاصمتهم بدون مقاومة والتوقيع على ما عرف باتفاق السلم والشراكة ، كما شاءت جماعة الحوثي المنتصرة يومذاك . 
يا مقاومي الجنوب وثواره الأحرار : 
ان الحملة التي تستهدف قائداً وثائراً جنوبياً كالقائد عيدروس الزبيدي ، ينبغي – من وجهة نظر الجبهة الوطنية لتحرير واستقلال الجنوب – ان تفهم من طبيعة العلاقة المتطرفة العداء لحق شعب الجنوب الشرعي والعادل في استعادة عزته وكرامته على أرضة في دولة مستقلة .
وان القراءة السياسية لهذه الحملة البائسة بمحركاتها وأبعادها ، وارتباطاً بجملة المؤشرات والمعطيات والمفارقات الرهيبة التي تكتنف المشهد ، تفيد بان الهدف ، ليس شخصاً بذاته ، وانما تستهدف التالي :
١ ) ممارسة الإرهاب السياسي والإعلامي ضد كل قائد عسكري او سياسي جنوبي فاعل يعبر عن إرادة شعب الجنوب وتطلعاته والتمسك بهدفه و … الخ ، بعقلية سياسية غير قادرة على استيعاب المتغيرات الحاصلة في مسار الصراع بين شعب الجنوب والاحتلال بوجهي عملته .
٢ ) رسالة الى كل الجنوبيين بان يلزموا الصمت ويتناسوا انتصاراتهم وتضحياتهم وتطلعات شعبهم ، على اعتبار ان آلة ومنظومة ووسائل تكميم الأفواه وإسكات الأصوات الحرة ما زالت قائمة ، وهو ما ينبغي ان يتفهمه شعب الجنوب اولاً والتحالف العربي ثانياً .
٣ ) استغلال وضع المقاومة الوطنية الجنوبية غير المحصن بوحدتها لإزاحة قياداتها عن المشهد ، فاليوم القائد عيدروس ثم القائد شلال وغداً ثالث ورابع و… الخ ، وما التهميش الذي يمارس مع المقاومة ، بصورة ممنهجة الا احد مظاهر هذه الغاية الدنيئة ، وصولاً الى إزاحة مقاومة الجنوب الباسلة عن المشهد كلياً . اي ان المقاومة الوطنية الجنوبية هي الهدف في مضمون السيناريو الظاهر والخفي .
٤ ) ان الهجوم الاعلامي والسياسي على القائد المذكور لن يقرأ خارج السياق السالف الذكر ، بل أنة احد تجليات سيناريو التفرد بقيادات الجنوب الفاعلة عسكرياً وسياسياً ، ليجد من يتخاذل ، ناهيك عن ان يتواطا ، نفسة محاصراً بحقيقة ( اكل الثور الأسود يوم اكل الثور الأبيض ) .
٥ ) ليس أخيراً : اغتيال تطلعات شعب الجنوب في الحرية والاستقلال واهدار التضحيات الغالية بتقديمها – كما يخططون – غرباناً لمعبد الاحتلال الهمجي في صنعاء . 
ان ذلك هو ما تود الجبهة الوطنية لتحرير واستقلال الجنوب التنبية اليه ، وليس دفاعاً عن رجل يملك رصيداً نضالياً يسمو به عن تخرصات وصغائر الذين لن تجد بضاعتهم المتعفنة شارياً لها في الجنوب الثائر .
ولذلك تدعو الجبهة الوطنية المقاومة ومكونات الثورة الجنوبية الى إدراك المخاطر المحدقة بقضيتنا وثورتنا التحررية والتي تستلزم بالضرورة من الجميع الارتقاء الى مصاف التحديات والى نبل تضحيات شعبنا ، للاسراع في توحيد المقاومة الباسلة وتأطيرها سياسياً ، كمطلب ملح غير قابل للتاجيل ، والعمل على ملء الفراغ القائم الذي يعمل أعداء قضيتنا وحريتنا على استغلالة لسرقة النصر ، واستثماره ضداً لمصلحة شعب الجنوب وتطلعاته .
وعلى درب الشهداء والجرحى والأسرى فليتواصل الوفاء والعطاء حتى النصر . 
فلا نامت أعين الجبناء .
عدن ١٦ نوفمبر ٢٠١٥ م

مواضيع مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى