كتاب عدن

اللعب بالوقت الضائع والعدو على الابواب


قاسم عبدالرب عفيف

العليمي لديه حلم بزيارة حضرموت في الاولى لم تتحقق وهو يعرف السبب لكن اليوم اخذ معه قادة من حضرموت على يمينه ويساره كمرافقين داعمين له في تحركه لاتمام الزيارة ولكن لم تكن لتتحقق هذه الزيارة لو لم يكن قد بارك قيام مجلس حضرموت الوطني الذي اشرف على قيامه سفير المملكة بالرياض هذا الشيىء هو الذي كان ينقص حضرموت تفريخ كيان بمن حضر وتناسوا بان حضرموت التي ترفد ميزانية الجمهوريه باكثر من 60‎ %‎ لا تحصل على كهرباء ولا على مياه نظيفة ولا على مرتبات ولا توجد فيها تنمية ولا مشاريع لصالح المواطنين ولا يحزنون كيف يمكن ان يقنع شعب حضرموت بان ريحة المنطقة العسكرية الاولى المعفنة وهي من ريحة الدولة حيث لم نجد لها مكان في قرارات ذلك المجلس وكأن هذا المجلس منحها صك البراءة وشرعية بقائها كبؤرة للارهاب ومحطة لتمرير شحنات الاسلحة للمتمردين الحوثيين وقتلها للمواطنين الحضارم وتناسوا هولاء بمطالبات ابناء حضرموت بهباتها الاولى والثانية بجلاء تلك القوات واستبدالها بقوات حضرمية اضافة الى العبث التي تقوم به تلك المنطقه بثروات البلاد من النفط لصالح متنفذي صنعاء المستحوذين عليه منذ 94 م حتى اليوم كيف يمكن اقناع شعب حضرموت بذلك والسؤال ليس فقط للعليمي ولكن لمرافقيه من القيادات الحضرمية والتي اعطته الدعم الكامل ليواصل عبثه في الحفاظ على مثل هذه الكيانات العسكرية التي تمثل قوات محتلة والتي امتنعت عن الذهاب لمقاتلة الحوثي واسترداد ارضهم هل سيعطي العليمي ومن معه من تلك القيادات توجيهات فورية لنقل المنطقة العسكرية الاولى الى مأرب وان تم ذلك ستضاف هذه القوات الى القوات المتواحده هناك وستحدث فرق في ميزان القوى لن يستطيع الحوثي لا تهديد الجنوب بالاجتياح ولا حتى تهديد امن السعودية.

ماذا سيقدم لحضرموت من مشاريع استراتيجية تنموية وهو لم يقدم خلال اكثر من سنه من تواجده في عدن اي مشروع ذات اهمية غير بيع الوهم مما ساءت اوضاع الناس اكثر ما يتصوره عقل بشر.

للتذكير فقط بان اول من انتفض ضد الاحتلال بعد اجتياح الجنوب عام 94 م هم ابناء حضرموت واول شهيد سقط من اجل استعادة كرامة الجنوب في المكلا وكانت حضرموت السباقة في تقديم التضحيات من اجل استعادة دولة الجنوب وعلى ارض حضرموت سقط الاف الشهداء وعلى راسهم اللواء الركن عمر سالم بارشيد في عملية غادره من قبل عصابات صنعاء القاعدية.

الحرب في حكم المنتهي ويجري التفاوض مع الحوثي جهارا نهارا واصبح شرعي اختفت كل تلك المرجعيات التي كانت الشرعية تتحجج بها فلا مبادرة خليجية ولا مخرجات حوار وطني ولا قرار 2216 الاممي القاضي بتسليم الحوثي اسلحته والعودة الى طاولة الحوار كفصيل سياسي مما يعني بان شرعية الشرعية قد اختفت السؤال لماذا أحيائها في الجنوب وارغام الجنوبيين للتمسك بها الم يكن الجنوبيون قد حرروا ارضهم وزيادة عليه في الشمال لماذا يتم استنساخ مجالس ومكونات وخاصة بعد المهرجان الكبير الذي قدمه الجنوبيون في شهر مايو الماضي في عدن والاجتماع الشهير في المكلا للجمعية الوطنية الجنوبية الم يكن لهولاء اي اعتبار في نظر العليمي ومن يقف وراءه لماذا ما يتم انشاء مجالس او مكونات في محافظات الشمال وهي في امس الحاجة اليها لتوجيه نشاطها السياسي لمقارعة الحوثي لماذا فقط في الجنوب تتشكل تلك الكيانات والمجالس واغراقه في فوضى التنازع على السلطة الضائعة وتقسيم الغنايم قبل الاوان لمصلحة من اضعاف الجنوب وتشتيت قواه في الوقت الذي يهدد الحوثي باجتياح الجنوب بينما المعركة الاساسية هي في محافظات الشمال حيث يجري الحوثي تغيير هائل في البنية الوطنية والاجتماعية لصالح نظام ولاية الفقيه لماذا تحويل المعركة ونقلها بين اوساط الجنوبيين الم يكون الجنوبيون اول من قدم انتصار كبير للشرعية والتحالف وهل يكافىء الجنوبيون باحكام الحصار عليهم وتفتيتهم وتمزيق لحمتهم الوطنية.

تشكيل مكونات او مجالس او اي كان نوعها شيىء طبيعي وحق مشروع عندما تنشىء في حاضنتها الشعبية وتتشكل بتوافق ورضى الجميع وعكس ذلك يصبح الامر غير طبيعي ومن حق الجنوبيين ان يتخوفوا من تلك المشاريع خاصة ويوجد صراع بين ابناء خصرموت والمنطقة العسكرية الاولى فمن يدري بان يستقوي البعض بتلك القوة العسكرية التي معظمها من خارج حضرموت كذراع عسكري موجه ضد ابناء حضرموت لتنفيذ اجندات خارجية كل هذه التخوفات وغيرها مطلوب ايضاحها فالمجلس لن يكون حضرميا ان لم يتبنى هموم ومعاناة الحضارم واهمها تامين الوادي والصحراء واخراج تلك القوة التي عاثت في الارض فسادا وهذ هو الاختبار الاول لمصداقية القائمين على المجلس.

مباركة القوى الشمالية لهذا المجلس ليس من فراغ ولكن يراد من هذا المجلس خدمة قوى متنفذة جاثمة على ارض حضرموت تحمي ممتلكات الناهبين ولصوص الثروات وليبقى الوادي اضن للارهاب ويظل سوط يهدد الوجود الحضرمي ومن يدري سيفاجيء الحضارم يوما ما اطلاق هذه القوات الصرخة الحوثية وبعدها لن يفيد الندم اضافة الى دورها في تعميق الخلافات الجنوبية الجنوبية لاضعاف الجنوب وبعدها سهولة الانقضاض عليه.

مراجعة الحسابات الخاطئة عملية ضرورية لخدمة تماسك الجبهة الداخلية والحفاظ على المنجزات التي تحققت ولنترك الحسابات الضيقة التي لن تقود الا الى دمار الامن القومي العربي.

قاسم عبدالرب العفيف
26/6/2023

مواضيع مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى